ما وراء الحقيقة

مؤامرة الربيع العربي... المشير طنطاوي

| د. طارق آل شيخان الشمري

كان‭ ‬هدف‭ ‬المتآمرين‭ ‬المشاركين‭ ‬بمؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬هو‭ ‬تدمير‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬ومسح‭ ‬تاريخها‭ ‬واستبداله‭ ‬بتاريخ‭ ‬غربي‭ ‬وكسروي‭ ‬وطوراني،‭ ‬فمن‭ ‬أجل‭ ‬تعطيل‭ ‬قدرة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والنهوض‭ ‬بنفسها‭ ‬وتطوير‭ ‬ذاتها‭ ‬وتكبيلها‭ ‬ومسخ‭ ‬هويتها،‭ ‬عمدت‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬والشعوبيون‭ ‬الجدد‭ ‬وهم‭ ‬“الكسرويون‭ ‬بإيران‭ ‬والطورانيون‭ ‬بتركيا”،‭ ‬بمشروعهم‭ ‬الخبيث‭ ‬لنشر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬الشعار‭ ‬البراق‭ ‬الجميل‭ ‬الذي‭ ‬يعتقد‭ ‬السذج‭ ‬أنه‭ ‬يحقق‭ ‬طموحات‭ ‬وتطلعات‭ ‬وآمال‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬بينما‭ ‬هو‭ ‬بواقع‭ ‬الحال،‭ ‬وكما‭ ‬كشفته‭ ‬لنا‭ ‬الأيام‭ ‬أمام‭ ‬أعيننا،‭ ‬كمين‭ ‬ومؤامرة‭ ‬لكي‭ ‬يتم‭ ‬احتلال‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكسرويين‭ ‬بإيران‭ ‬والطورانيين‭ ‬بتركيا‭ ‬وفاقدي‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬الليبراليين‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والعملية‭ ‬السياسية،‭ ‬وكانت‭ ‬مصر‭ ‬قبلة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتآمرين‭.‬

وعندما‭ ‬وقعت‭ ‬“ثورة‭ ‬25‭ ‬يناير”‭ ‬للإطاحة‭ ‬بنظام‭ ‬الرئيس‭ ‬حسني‭ ‬مبارك،‭ ‬كان‭ ‬الغرور‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬قمته‭ ‬لدى‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬والكسرويين‭ ‬بقيادة‭ ‬المشعوذ‭ ‬الكسروي‭ ‬والطورانيين‭ ‬بقيادة‭ ‬المنافق‭ ‬الطوراني،‭ ‬أما‭ ‬الدوحة‭ ‬فقد‭ ‬ابتسمت‭ ‬ضاحكة،‭ ‬واعتقدت‭ ‬ساعتها‭ ‬أن‭ ‬سياستها‭ ‬بدأت‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬بإسقاط‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬عربية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إلحاقها‭ ‬بقطر‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬عبر‭ ‬الوكلاء‭ ‬“العلقميين‭ ‬الجدد‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين”‭. ‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬خافية‭ ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬العربي‭ ‬المصري‭ ‬تفاصيل‭ ‬وتداعيات‭ ‬ونتائج‭ ‬تلك‭ ‬المؤامرة،‭ ‬لهذا‭ ‬أدار‭ ‬هذا‭ ‬الجيش‭ ‬العربي‭ ‬معركته‭ ‬مع‭ ‬أوباما‭ ‬وإدارته‭ ‬والمشعوذ‭ ‬الكسروي‭ ‬وزمرته‭ ‬والمنافق‭ ‬الطوراني‭ ‬وجوقته‭ ‬بكل‭ ‬حرفية‭ ‬وذكاء‭ ‬سياسي‭ ‬وأمني‭ ‬ومجتمعي،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أي‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬غربي‭ ‬أن‭ ‬يدير‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعارك‭ ‬والمؤامرات‭ ‬السياسية‭.‬

وعندما‭ ‬تنازل‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬للمشير‭ ‬طنطاوي،‭ ‬لم‭ ‬يتجه‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬للصدام‭ ‬والمواجهة‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬مظاهراته‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب،‭ ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬أية‭ ‬مواجهة‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬وسقوط‭ ‬ضحايا‭ ‬سيستغلها‭ ‬المتآمرون‭ ‬ضد‭ ‬الجيش‭ ‬ويتهمونه‭ ‬بأنه‭ ‬أجهض‭ ‬مطالبات‭ ‬الشعب‭. ‬

ثانيا‭: ‬كان‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬ولاء‭ ‬الشعب‭ ‬إلى‭ ‬صفه‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬الشعب‭ ‬أن‭ ‬الثورة‭ ‬كان‭ ‬يستغلها‭ ‬المتآمرون‭ ‬الثلاثة‭ ‬لاحتلال‭ ‬مصر‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬ومجتمعيا،‭ ‬سوف‭ ‬يقف‭ ‬الشعب‭ ‬لاحقا‭ ‬ضد‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتآمرين‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فعليا‭ ‬بثورة‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يونيو‭.‬

ثالثا‭: ‬كان‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬يريد‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬وسيرة‭ ‬الجيش‭ ‬التاريخية‭ ‬المشرفة،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتصدى‭ ‬فيها‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬المساس‭ ‬بتراب‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬إلى‭ ‬أهلها‭ ‬الوطنيين،‭ ‬لهذا‭ ‬عمد‭ ‬المشير‭ ‬إلى‭ ‬الوقوف‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬حتى‭ ‬النهاية،‭ ‬وحتى‭ ‬يرى‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬من‭ ‬أجله،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأوباميين‭ ‬الليبراليين‭ ‬والكسرويين‭ ‬والطورانيين‭ ‬وقطر‭. ‬

لقد‭ ‬لقن‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬أوباما‭ ‬والمشعوذ‭ ‬الكسروي‭ ‬والمنافق‭ ‬الطوراني‭ ‬درسا‭ ‬لن‭ ‬ينسوه‭ ‬أبدا‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬

“بعد‭  ‬25‭ ‬يناير،‭ ‬اعتقدت‭ ‬الدوحة‭ ‬أن‭ ‬سياستها‭ ‬بدأت‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬بإسقاط‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬عربية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إلحاقها‭ ‬بقطر‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬عبر‭ ‬الوكلاء‭ ‬“العلقميين‭ ‬الجدد‭... ‬الإخوان‭ ‬المسلمين”‭.‬