سوالف

السخرية من العربي والمسلم في السينما الأميركية

| أسامة الماجد

الصراع‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬أحد‭ ‬معالم‭ ‬هذا‭ ‬العصر،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتوقع‭ ‬من‭ ‬أعدائنا‭ ‬أن‭ ‬يصبروا‭ ‬علينا‭ ‬حتى‭ ‬نقوى‭ ‬على‭ ‬ردعهم،‭ ‬وكلما‭ ‬ابتعدت‭ ‬دولنا‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬الخلية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأصيل‭ ‬الذي‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬نظرتنا‭ ‬إلى‭ ‬الأمور‭ ‬وتفحصها،‭ ‬كلما‭ ‬ازدادت‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭ ‬العدوانية‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬وجودنا،‭ ‬وإحدى‭ ‬تلك‭ ‬المخططات‭ ‬المصبوغة‭ ‬بالفن‭ ‬السابع‭ ‬“السينما”،‭ ‬هي‭ ‬صورة‭ ‬العربي‭ ‬والمسلم‭ ‬في‭ ‬الأفلام‭ ‬الأميركية،‭ ‬فمعظم‭ ‬الأفلام‭ ‬الأميركية‭ ‬تصور‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬والمسلم‭ ‬بأنه‭ ‬إرهابي‭ ‬ومجرم‭ ‬وناقص‭ ‬علم‭ ‬وتقدمه‭ ‬بصورة‭ ‬سلبية،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأننا‭ ‬جميعا‭ ‬شاهدنا‭ ‬باقة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأفلام‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬السينما‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية،‭ ‬فالسخرية‭ ‬من‭ ‬العربي‭ ‬والمسلم‭ ‬دائما‭ ‬العنوان‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأفلام،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬شاهدت‭ ‬فيلم‭ ‬“الكذبة‭ ‬الجيدة”‭ ‬الذي‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬هجرة‭ ‬عائلة‭ ‬أفريقية‭ ‬إلى‭ ‬أميركا‭ ‬وبلغت‭ ‬السخرية‭ ‬والاستهزاء‭ ‬بالشخصية‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬حدا‭ ‬مريعا،‭ ‬فصورهم‭ ‬بأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬سجناء‭ ‬جدران‭ ‬حياتهم‭ ‬حتى‭ ‬مطاعم‭ ‬الوجبات‭ ‬السريعة‭ ‬والمشهورة‭ ‬لم‭ ‬يسمعوا‭ ‬عنها‭ ‬أبدا،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬لقطة‭ ‬يظهر‭ ‬فيها‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬العائلة‭ ‬تكون‭ ‬السخرية‭ ‬واضحة،‭ ‬إما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬أصابع‭ ‬البطاطا‭ ‬المقلية‭ ‬والأقلام،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬يشاهد‭ ‬“الأبجورة”‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬وكذلك‭ ‬“البانيو”،‭ ‬وحمل‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬“تيكن”‭ ‬للممثل‭ ‬ليم‭ ‬نيسون‭ ‬وفي‭ ‬آخر‭ ‬مشهد‭ ‬من‭ ‬الفيلم‭ ‬تشويها‭ ‬واضحا‭ ‬للعربي،‭ ‬فهو‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬يبحث‭ ‬دائما‭ ‬عن‭ ‬ملذاته‭ ‬مع‭ ‬النساء‭.‬

الناقد‭ ‬المصري‭ ‬الكبير‭ ‬كمال‭ ‬رمزي‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الجميل‭ ‬“من‭ ‬مقاعد‭ ‬الترسو‭... ‬مطالعات‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬الأميركية”‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬مبرر‭ ‬واحد‭ ‬لأن‭ ‬نعرض‭ ‬فيلما‭ ‬لا‭ ‬يسخر‭ ‬منا‭ ‬فحسب،‭ ‬ولا‭ ‬يتضمن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬تسيء‭ ‬للوطن‭ ‬فقط،‭ ‬لكنه‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬عنصرية‭ ‬مريضة‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬فينا‭ ‬كشعب‭ ‬إلا‭ ‬عصابات‭ ‬سيئة‭ ‬الخلق‭ ‬والسمعة”‭.‬

هكذا‭ ‬هي‭ ‬السينما‭ ‬الأميركية‭ ‬أو‭ ‬صانعوها،‭ ‬بلا‭ ‬قيم‭ ‬ولا‭ ‬خلق‭ ‬كأرضهم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستند‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬موروث‭ ‬حضاري،‭ ‬وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المؤامرات‭ ‬التي‭ ‬تسيء‭ ‬للحضارة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭.‬