تحية للأشقاء في عُمَان... نعم هذه هي البحرين وستبقى هكذا...

| عبدالنبي الشعلة

لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكان‭ ‬أحد‭ ‬منّا‭ ‬تَجَنُّب‭ ‬المشاركة‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬حومة‭ ‬منصات‭ ‬وشبكات‭ ‬“وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي”‭ ‬المختلفة،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الكثيرين‭ ‬منا‭ ‬ضرورة‭ ‬أساسية‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬منها‭ ‬ولا‭ ‬غِنى‭ ‬عنها،‭ ‬رغم‭ ‬أننا‭ ‬نستاء‭ ‬ونتذمر‭ ‬أحيانًا‭ ‬من‭ ‬ما‭ ‬تحتويه‭ ‬بعض‭ ‬قنوات‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬فاسدة‭ ‬وأخبار‭ ‬ومعلومات‭ ‬مغلوطة‭ ‬أو‭ ‬عارية‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬أو‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الدقة،‭ ‬أو‭ ‬تفتقد‭ ‬المصداقية‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬موثوقة‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬يتم‭ ‬أحيانًا‭ ‬ترويج‭ ‬الإشاعات‭ ‬وبث‭ ‬الأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬والمغرضة‭ ‬والملفقة‭ ‬بهدف‭ ‬الإثارة‭ ‬وإحداث‭ ‬البلبلة‭ ‬والفُرقة‭ ‬والانقسام‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الدور‭ ‬الإيجابي‭ ‬لهذه‭ ‬الوسائل‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬دورها‭ ‬السلبي،‭ ‬فهي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ونشر‭ ‬التوعية‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وقد‭ ‬أحدثت‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬التواصل‭ ‬والاتصال‭ ‬ونقل‭ ‬المعلومات‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والآراء،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬وقنوات‭ ‬التسويق‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬وبلورة‭ ‬وتحريك‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭.‬

وضمن‭ ‬برنامج‭ ‬الواتس‭ ‬أب‭ ‬WhatsApp‭ ‬أخذت‭ ‬تزداد‭ ‬وتتوسع‭ ‬دوائر‭ ‬“المجموعات‭ ‬groups”‭ ‬وحلقاتها،‭ ‬وقد‭ ‬بادر‭ ‬مندوب‭ ‬البحرين‭ ‬الأسبق‭ ‬لدى‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬أبو‭ ‬أسامة،‭ ‬الأديب‭ ‬الشاعر‭ ‬تقي‭ ‬محمد‭ ‬البحارنة‭ ‬أخيرًا‭ ‬بتشكيل‭ ‬مجموعة‭ ‬جديدة‭ ‬أسماها‭ ‬“مجموعة‭ ‬تا”،‭ ‬ولا‭ ‬أعرف‭ ‬لماذا‭ ‬اختار‭ ‬لها‭ ‬هذا‭ ‬الاسم،‭ ‬لكنني‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬ضمّت‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬المعروفة‭ ‬التي‭ ‬تنحدر‭ ‬من‭ ‬خلفيات‭ ‬مهنية‭ ‬وثقافية‭ ‬متباينة‭ ‬وتنتمي‭ ‬إلى‭ ‬مشارب‭ ‬ومواقع‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها،‭ ‬وقد‭ ‬تفضل‭ ‬أبو‭ ‬أسامة‭ ‬بإضافة‭ ‬اسمي‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭.‬

ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬التزموا‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬مساهماتهم‭ ‬إيجابية‭ ‬جدية‭ ‬قيمة‭ ‬أو‭ ‬خفيفة‭ ‬لطيفة‭ ‬مسلية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬كلها‭ ‬ضمن‭ ‬أطر‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬واللباقة‭ ‬والنزاهة‭ ‬والمصداقية‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬الأخ‭ ‬الصديق‭ ‬مجيد‭ ‬العصفور‭ ‬ابن‭ ‬المرحوم‭ ‬الحاج‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمزة‭ ‬العصفور،‭ ‬التاجر‭ ‬العماني‭ ‬المعروف‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬قدّم‭ ‬وأسرته‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يقع‭ ‬متجره‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬التجار‭ ‬بالمنامة،‭ ‬وقد‭ ‬عادت‭ ‬هذه‭ ‬الأسرة‭ ‬الطيبة‭ ‬إلى‭ ‬عُمان‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بعد‭ ‬الانفتاح‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬تسلم‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬المعظم‭ ‬سدة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬السلطنة‭.‬

وضمن‭ ‬تفاعله‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬أورده‭ ‬الأخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬محمد‭ ‬بشمي‭ ‬في‭ ‬“حديث‭ ‬الذكريات”،‭ ‬كتب‭ ‬مجيد‭ ‬العصفور‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬“مجموعة‭ ‬تا”‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬“مع‭ ‬امتناني‭ ‬العميق‭ ‬للزميل‭ ‬الذي‭ ‬بعث‭ ‬لي‭ ‬“حديث‭ ‬الذكريات”‭ ‬للعزيز‭ ‬الصحفي‭ ‬الكاتب‭ ‬إبراهيم‭ ‬بشمي،‭ ‬زميل‭ ‬الفريج‭ ‬بالمنامة‭ ‬والدراسة‭ ‬بمصر،‭ ‬والذي‭ ‬يشير‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬علاقته‭ ‬بِنَا‭ ‬نحن‭ ‬أبناء‭ ‬عائلة‭ ‬المرحوم‭ ‬والدنا‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمزة‭ ‬العصفور‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬الذي‭ ‬علمنا‭ ‬كيف‭ ‬ولماذا‭ ‬نحب‭ ‬البحرين‭ ‬ونضعها‭ ‬في‭ ‬القلوب‭ ‬وأحداق‭ ‬العيون‭. ‬وأشار‭ ‬بشمي‭ ‬في‭ ‬ذكرياته‭ ‬لشقيقي‭ ‬الأكبر‭ ‬المرحوم‭ ‬أنور‭ ‬والأوسط‭ ‬قيس‭ ‬وكاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور،‭ ‬لذكريات‭ ‬الصبا‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬وفريج‭ ‬براحة‭ ‬أو‭ ‬حوطة‭ ‬بن‭ ‬حديد،‭ ‬نعم‭ ‬لقد‭ ‬عشنا‭ ‬وترعرعنا‭ ‬وتلقينا‭ ‬علومنا‭ ‬الدراسية‭ ‬بين‭ ‬إخوتنا‭ ‬وأحبتنا‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬العين،‭ ‬ولم‭ ‬نحس‭ ‬يومًا‭ ‬بأننا‭ ‬لسنا‭ ‬منهم‭ ‬أو‭ ‬هم‭ ‬ليسوا‭ ‬منا‭ ‬طيلة‭ ‬الأربعين‭ ‬عامًا‭ ‬التي‭ ‬قضيناها‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فلَم‭ ‬نشعر‭ ‬يومًا‭ ‬بوجود‭ ‬أية‭ ‬حواجز‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬أحبتنا‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬وقد‭ ‬كنّا‭ ‬نعيش‭ ‬ذات‭ ‬الهموم‭ ‬والتطلعات،‭ ‬وكانت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬تلك‭ ‬الأم‭ ‬صاحبة‭ ‬القلب‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يسعنا‭ ‬جميعًا،‭ ‬وكم‭ ‬هو‭ ‬شوقنا‭ ‬كبير‭ ‬لتلك‭ ‬الفترة‭ ‬الذهبية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬تقدم‭ ‬العبر‭ ‬والدروس‭ ‬في‭ ‬الوحدة‭ ‬والتضامن‭ ‬ومحاربة‭ ‬النزعات‭ ‬المدمرة،‭ ‬وسنظل‭ ‬دائمًا‭ ‬نذكر‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬لنا‭ ‬ذراعيه‭ ‬مُرحبًا‭ ‬وحاضنًا‭ ‬لتطلعاتنا‭ ‬المختلفة،‭ ‬وسنظل‭ ‬نحتفظ‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬المحبة‭ ‬والتقدير‭ ‬وننقل‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬الصادق‭ ‬إلى‭ ‬أبنائنا‭ ‬وأحفادنا‭. ‬فالبحرين‭ ‬هي‭ ‬نور‭ ‬العين‭ ‬التي‭ ‬أبصرنا‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬الحب‭ ‬الصادق‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬طريقنا‭ ‬في‭ ‬المحطات‭ ‬التالية‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭.‬

شكرًا‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬للذي‭ ‬ضمّني‭ ‬لهذه‭ ‬المجموعة‭ ‬الخيرة‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬ورجال‭ ‬الإعلام‭ ‬والأعمال‭ ‬البحرينيين‭ ‬الموقرين‭..‬

مجيد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬العصفور،‭ ‬مسقط”‭.‬

هذه‭ ‬شهادة‭ ‬نفخر‭ ‬ونعتز‭ ‬بها،‭ ‬نحن‭ ‬البحرينيين،‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬صافٍ‭ ‬وعلى‭ ‬لسان‭ ‬إنسان‭ ‬صادق‭ ‬وصديق‭ ‬مُخلص‭ ‬مُحب،‭ ‬كتبها‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يهدف‭ ‬من‭ ‬ورائها‭ ‬أي‭ ‬غرض‭ ‬أو‭ ‬مكسب‭ ‬سوى‭ ‬قول‭ ‬كلمة‭ ‬الحق‭ ‬والتعبير‭ ‬عمّا‭ ‬يخالجه‭ ‬من‭ ‬شعور‭ ‬بالوفاء‭ ‬والعرفان،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يعرف‭ ‬أنها‭ ‬ستأخذ‭ ‬طريقها‭ ‬للنشر‭.‬

إنني‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬بانتظام‭ ‬منذ‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وأصبحت‭ ‬الآن‭ ‬أتردّد‭ ‬على‭ ‬زيارتها‭ ‬بمعدل‭ ‬ست‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬وتكونت‭ ‬لي‭ ‬فيها‭ ‬حلقة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المعارف‭ ‬والأصدقاء‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬العمانيين‭ ‬من‭ ‬مسؤولين‭ ‬ورجال‭ ‬أعمال‭ ‬ومثقفين‭ ‬وغيرهم،‭ ‬وأستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬وأؤكد‭ ‬أن‭ ‬الصديق‭ ‬الوفي‭ ‬مجيد‭ ‬العصفور‭ ‬هو‭ ‬نموذج‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬التقيتهم‭ ‬من‭ ‬العمانيين‭ ‬الذين،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬يكنّون‭ ‬ويحملون‭ ‬المشاعر‭ ‬والأحاسيس‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬عميق‭ ‬وجدانهم،‭ ‬ونحن‭ ‬بدورنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬نبادلهم‭ ‬جميعًا،‭ ‬بل‭ ‬نزيد‭ ‬عليهم،‭ ‬أنقى‭ ‬أحاسيس‭ ‬ومشاعر‭ ‬المودة‭ ‬والتقدير‭ ‬والاعتزاز‭.‬

فتحية‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬دِلمون‭ ‬الخالدة‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬مَجَان‭ ‬الأبية،‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬الشقيقة‭ ‬قيادةً‭ ‬وحكومةً‭ ‬وشعبًا‭.‬