لقطة

الأحمر.. “بووت أتشا”!

| أحمد كريم

يلعب‭ ‬منتخبنا‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬مباراة‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬نظيره‭ ‬الهندي‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬جيدًا‭ ‬أن‭ ‬بقاءه‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭ ‬المقامة‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬مرهون‭ ‬بتحقيق‭ ‬نتيجة‭ ‬الفوز،‭ ‬وعدا‭ ‬ذلك‭ ‬فإنه‭ ‬سوف‭ ‬يحزم‭ ‬حقائبه؛‭ ‬ليعود‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬ويستقبله‭ ‬جمهور‭ ‬ساخط‭! ‬

موقف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬يتطلب‭ ‬عزيمة‭ ‬وطموحًا‭ ‬لا‭ ‬ينقطعان،‭ ‬ومن‭ ‬محاسن‭ ‬الصدف‭ ‬أن‭ ‬يتثاءب‭ ‬الحظ‭ ‬للأحمر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الصعب؛‭ ‬كون‭ ‬بطاقة‭ ‬التأهل‭ ‬لدور‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬صاحبي‭ ‬المركزين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬الأولى،‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬فيها‭ ‬إحراز‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬المركزين‭ ‬ضربًا‭ ‬من‭ ‬الخيال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمنتخبنا‭ ‬المُتعكّز‭ ‬على‭ ‬نقطة‭ ‬يتيمة‭.‬

بطاقة‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬تبقى‭ ‬الفرصة‭ ‬الوحيدة‭ ‬لاستمرار‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬البطولة،‭ ‬لكن‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬يتطلب‭ ‬اجتياز‭ ‬منتخب‭ ‬الهند‭ ‬المتطور‭ ‬والساعي‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬للصعود‭ ‬بفرصتي‭ ‬الفوز‭ ‬والتعادل‭ ‬أي‭ ‬المركز‭ ‬الأول والثاني‭ ‬أو الثالث،‭ ‬وهذا‭ ‬المركز الأخير‭ ‬بوابة‭ ‬تفتحها‭ ‬بطولة‭ ‬2019‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬ذات‭ ‬الـ‭ ‬24‭ ‬منتخبًا‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬بعد‭ ‬زيادة‭ ‬8‭ ‬مقاعد‭ ‬إلى‭ ‬16‭ ‬مقعدًا‭ ‬كانت‭ ‬متاحة‭ ‬في‭ ‬النسخ‭ ‬السابقة‭.‬

يحضرني‭ ‬هنا‭ ‬مثل‭ ‬هندي‭ ‬يقول‭ ‬“سقوط‭ ‬الجواهر‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬فقدان‭ ‬قيمتها”،‭ ‬وهذا‭ ‬المثل‭ ‬ينطبق‭ ‬تمامًا‭ ‬على‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني،‭ ‬لكنه‭ ‬ينطبق‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬نظيره‭ ‬الهندي؛‭ ‬كون‭ ‬الفريقين‭ ‬تألقا‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬وسقطا‭ ‬في‭ ‬الثانية‭!‬

مباراة‭ ‬اليوم‭ ‬ستكشف‭ ‬لنا‭ ‬الفريق‭ ‬المُرصّع‭ ‬بالجواهر،‭ ‬وكلنا‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬منتخبنا‭ ‬المتباهي‭ ‬بدمائه‭ ‬الشابة‭ ‬هو‭ ‬الياقوت‭ ‬الأحمر،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬عندما‭ ‬فاز‭ ‬على‭ ‬الهند‭ ‬بخماسية؛‭ ‬ليحيي‭ ‬آماله‭ ‬المتلاشية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حقيقة‭ ‬يتوجّب‭ ‬علينا‭ ‬عدم‭ ‬إغفالها‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬شهدت‭ ‬طفرة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬الفني‭ ‬للهنود،‭ ‬الذين‭ ‬يلعبون‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬محترفين،‭ ‬ما‭ ‬يوجّب‭ ‬على‭ ‬لاعبينا‭ ‬أن‭ ‬يظهروا‭ ‬بطريقة‭ ‬“بووت‭ ‬أتشا”‭ ‬أمام‭ ‬“سونيل‭ ‬باي”‭ ‬ورفاقه‭ ‬المتحفزين‭.‬