لحن الوفاء

| د. عبدالله الحواج

حمدًا‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬سلامتك‭ ‬يا‭ ‬أبا‭ ‬علي‭.. ‬دعوات‭ ‬نزفها‭ ‬مع‭ ‬معشر‭ ‬محبيك،‭ ‬أمنيات‭ ‬تسبقنا‭ ‬إلى‭ ‬سموكم‭ ‬بأن‭ ‬نلتقي‭ ‬معكم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الخير‭ ‬دائمًا،‭ ‬لحن‭ ‬وفاء‭ ‬تعزفه‭ ‬جماهيرك‭ ‬الغفيرة‭ ‬المتعطشة‭ ‬إلى‭ ‬رؤياك،‭ ‬“نحن‭ ‬نعرف‭ ‬خليفة‭ ‬الخير،‭ ‬ونؤمن‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬للصعاب‭ ‬إلا‭ ‬خليفة”،‭ ‬لكننا‭ ‬فقدنا‭ ‬البوصلة،‭ ‬عندما‭ ‬ضللنا‭ ‬الطريق،‭ ‬فسموكم‭ ‬يمر‭ ‬بعارض‭ ‬صحي‭ ‬طارئ‭ ‬تكلل‭ ‬بالشفاء‭ ‬العاجل‭ ‬والحمد‭ ‬الله،‭ ‬وسموكم‭ ‬عودنا‭ ‬أن‭ ‬يلتقينا‭ ‬كلما‭ ‬لاحت‭ ‬في‭ ‬آفاق‭ ‬الوطن‭ ‬سحب‭ ‬غير‭ ‬مواتية،‭ ‬وكلما‭ ‬كان‭ ‬للتحدي‭ ‬موقع‭ ‬صارم‭ ‬من‭ ‬الإعراب‭ ‬تحت‭ ‬شمس‭ ‬بحريننا‭ ‬الخالدة‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬خليفة‭ ‬هو‭ ‬القائد‭ ‬والربان،‭ ‬هو‭ ‬البطل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زمان،‭ ‬وهو‭ ‬الرهان‭ ‬الكبير‭ ‬للشعب‭ ‬عندما‭ ‬يتوه‭ ‬بنوه‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬وأي‭ ‬حقيقة‭.‬

نحن‭ ‬ندرك‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬أن‭ ‬القلق‭ ‬الذي‭ ‬ساورنا،‭ ‬والدعاء‭ ‬الذي‭ ‬تشبثنا‭ ‬به‭ ‬وتعلقنا‭ ‬فيه،‭ ‬كان‭ ‬خير‭ ‬وسيلة‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬بالتحديد‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يمضي‭ ‬بنا‭ ‬قطار‭ ‬العافية،‭ ‬وإلى‭ ‬أي‭ ‬المحطات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يرسو‭ ‬عليها‭ ‬مسبغًا‭ ‬على‭ ‬سموكم‭ ‬بنعمة‭ ‬الصحة‭ ‬ودوام‭ ‬العافية‭.‬

لقد‭ ‬ضاع‭ ‬من‭ ‬قدمي‭ ‬الطريق،‭ ‬مثلما‭ ‬يقولون،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬أمامي‭ ‬سوى‭ ‬الاستفسار‭ ‬المتواصل‭ ‬وشبه‭ ‬اليومي‭ ‬عن‭ ‬صحتكم،‭ ‬تارة‭ ‬من‭ ‬نجلكم‭ ‬الوفي‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬وأخرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طاقم‭ ‬ديوان‭ ‬سموكم‭.‬

لقد‭ ‬مضت‭ ‬أيام‭ ‬الأرق‭ ‬إلى‭ ‬حال‭ ‬سبيلها،‭ ‬ونحمد‭ ‬الله‭ ‬ونشكر‭ ‬فضله‭ ‬أن‭ ‬منّ‭ ‬عليكم‭ ‬بنعمة‭ ‬الشفاء،‭ ‬واستجاب‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ ‬إلى‭ ‬دعواتنا‭ ‬وأمنياتنا‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬شفاؤكم‭ ‬الطريق‭ ‬لاستكمال‭ ‬معاول‭ ‬نهضتنا،‭ ‬والسبيل‭ ‬إلى‭ ‬استنهاض‭ ‬ملكات‭ ‬الأمة؛‭ ‬لكي‭ ‬يصبح‭ ‬لها‭ ‬درع‭ ‬وسيف،‭ ‬مُفكر‭ ‬وحكيم،‭ ‬وقائد‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬فريد‭.‬

أنا‭ ‬شخصيًا‭ ‬أدرك‭ ‬كم‭ ‬هي‭ ‬معاناتكم‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو،‭ ‬كم‭ ‬هو‭ ‬القلق‭ ‬الذي‭ ‬يساوركم‭ ‬وأنتم‭ ‬تشاهدون‭ ‬التداعي‭ ‬وهو‭ ‬يصيب‭ ‬دولًا‭ ‬شقيقة؛‭ ‬لأن‭ ‬شعبها‭ ‬لم‭ ‬يلتف‭ ‬حول‭ ‬قيادته،‭ ‬ونحن‭ ‬ندرك‭ ‬تمام‭ ‬الإدراك،‭ ‬أن‭ ‬الوعي‭ ‬الجمعي‭ ‬للأمة‭ ‬الذي‭ ‬غرستموه‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬لا‭ ‬الصراع‭ ‬هي‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬للمرور‭ ‬من‭ ‬عنق‭ ‬زجاجة‭ ‬المؤامرات‭ ‬التي‭ ‬تحاك‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وأن‭ ‬الإيمان‭ ‬بالوطن‭ ‬ودولته‭ ‬المؤسسة‭ ‬على‭ ‬العدل‭ ‬وصيانة‭ ‬الحقوق،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يذود‭ ‬عن‭ ‬مقدراتنا‭ ‬عندما‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬عظيم‭ ‬المحك،‭ ‬وخطر‭ ‬التحدي‭.‬

إن‭ ‬شفاءكم‭ ‬من‭ ‬العرض‭ ‬الصحي‭ ‬الطارئ‭ ‬قد‭ ‬أعادنا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬عزفت‭ ‬لحن‭ ‬الوفاء‭ ‬بقلب‭ ‬ملؤه‭ ‬الحب،‭ ‬وبإحساس‭ ‬يندر‭ ‬أن‭ ‬يتملك‭ ‬أمة‭ ‬أخرى‭ ‬سوى‭ ‬أمة‭ ‬العرب،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يسعنا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات،‭ ‬أيامنا‭ ‬الخوالي‭ ‬وهي‭ ‬تجود‭ ‬علينا‭ ‬بالأرقى‭ ‬والأقدس‭ ‬والأغلى‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين‭.‬

فهيا‭ ‬بنا‭ ‬نستلهم‭ ‬مع‭ ‬سموكم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬منّ‭ ‬الله‭ ‬عليكم‭ ‬بنعمة‭ ‬الصحة‭ ‬والعافية‭ ‬والشفاء،‭ ‬لحن‭ ‬الوفاء،‭ ‬وأي‭ ‬وفاء؟