ما وراء الحقيقة

مؤامرة الربيع العربي... مسح الهوية العربية الإسلامية

| د. طارق آل شيخان الشمري

كانت‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬فرصة‭ ‬عظيمة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الطورانيين‭ ‬والكسرويين‭ ‬لمسح‭ ‬الهوية‭ ‬والثقافة‭ ‬والتاريخ‭ ‬الإنساني‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬دعمتهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬عرقلة‭ ‬أية‭ ‬عملية‭ ‬نهوض‭ ‬ووحدة‭ ‬عربية،‭ ‬كالتي‭ ‬تقودها‭ ‬الآن‭ ‬السعودية‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أطاحت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بالمؤامرة‭. ‬وهاهو‭ ‬العراق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬البدء‭ ‬فيه‭ ‬كأول‭ ‬هدف‭ ‬لنشر‭ ‬ديمقراطية‭ ‬بوش‭ ‬يعيش‭ ‬أسوأ‭ ‬حالاته،‭ ‬فباسم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أصبح‭ ‬لإيران‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العملاء‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬والسياسيين‭ ‬العراقيين‭ ‬الذين‭ ‬يحققون‭ ‬أهداف‭ ‬إيران‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا،‭ ‬وهاهم‭ ‬الأكراد‭ ‬ولاؤهم‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬للعرق‭ ‬الكردي‭ ‬وكردستان،‭ ‬وهاهم‭ ‬بعض‭ ‬السنة‭ ‬يردون‭ ‬خيانة‭ ‬عملاء‭ ‬إيران‭ ‬بتكريسهم‭ ‬مصطلح‭ ‬السنة‭ ‬بدل‭ ‬مصطلح‭ ‬“عراقيين”‭.‬

وها‭ ‬هي‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬لقرون‭ ‬علما‭ ‬يرفرف‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬حضارة‭ ‬الرافدين،‭ ‬تستبدل‭ ‬بثلاث‭ ‬هويات‭ ‬كبرى‭ ‬وهي،‭ ‬هوية‭ ‬شيعية‭ ‬وسنية‭ ‬وكردية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬التركمانية‭ ‬التي‭ ‬حركها‭ ‬الطورانيون‭ ‬ليضمنوا‭ ‬لهم‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬الكعكة‭ ‬العراقية‭.‬

وها‭ ‬هي‭ ‬الهوية‭ ‬الكسروية‭ ‬للخمينية‭ ‬النتنة‭ ‬تجتاح‭ ‬العراق،‭ ‬وتظهر‭ ‬للعيان‭ ‬مظاهر‭ ‬الكسروية‭ ‬من‭ ‬طقوس‭ ‬وعصابات‭ ‬ومرتزقة‭ ‬وميليشيات‭ ‬ولاؤها‭ ‬الأول‭ ‬للهوية‭ ‬الكسروية،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬المحاصصة‭ ‬الطائفية‭ ‬والعرقية‭ ‬غرست‭ ‬بالعراق،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬الفساد‭ ‬والسرقات‭ ‬وتعطيل‭ ‬الدور‭ ‬العراقي‭ ‬العربي‭ ‬ينهش‭ ‬بهذا‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تكبيله‭ ‬بديمقراطية‭ ‬بوش‭. ‬

أما‭ ‬الطورانيون،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬فرصة‭ ‬لتدمير‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬واستبدالها‭ ‬بهوية‭ ‬طورانية‭ ‬تمجد‭ ‬العرق‭ ‬الطوراني،‭ ‬وتصور‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬طوراني‭ ‬بأنه‭ ‬عظيم‭ ‬وجبار‭. ‬

وقد‭ ‬بدأوا‭ ‬باحتلالهم‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬قرون،‭ ‬مستخدمين‭ ‬كذبة‭ ‬الخلافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتداولوها‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬الابن‭ ‬للابن‭ ‬ومن‭ ‬الأخ‭ ‬لأخيه،‭ ‬في‭ ‬احتلال‭ ‬قذر‭ ‬نتن‭ ‬أذاق‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬أبشع‭ ‬أنواع‭ ‬الهوان،‭ ‬وعطلوا‭ ‬الدور‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإنساني‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭.‬

وهاهم‭ ‬يريدون‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬عبر‭ ‬بهلوانيات‭ ‬إعلامية‭ ‬طفولية‭ ‬يقودها‭ ‬زعيمهم‭ ‬المنافق،‭ ‬فتارة‭ ‬يهدد‭ ‬الطورانيون‭ ‬إسرائيل‭ ‬وهم‭ ‬يتعاملون‭ ‬معها‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وعسكريا،‭ ‬وتارة‭ ‬يدعون‭ ‬لاجتماعات‭ ‬لنصرة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وهم‭ ‬لم‭ ‬يجرؤوا‭ ‬على‭ ‬قطع‭ ‬علاقاتهم‭ ‬بالكامل‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وتارة‭ ‬ثالثة‭ ‬يشتمون‭ ‬العرب‭ ‬ويتهمونهم‭ ‬بخيانة‭ ‬الأقصى،‭ ‬وهم‭ ‬لم‭ ‬يقدموا‭ ‬شهيدا‭ ‬طورانيا‭ ‬واحدا‭ ‬فداء‭ ‬للأقصى‭.‬

إنها‭ ‬مؤامرة‭ ‬قذرة‭ ‬نتنة‭ ‬أدارها‭ ‬كسرويون‭ ‬مازالوا‭ ‬يشعرون‭ ‬بذل‭ ‬هزيمتهم‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬وطورانيون‭ ‬لم‭ ‬ينسوا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬مرغوا‭ ‬أنوف‭ ‬أجدادهم،‭ ‬ورجل‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬التاريخ‭ ‬بنشره‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭.‬

لكن‭ ‬تصدت‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬له،‭ ‬وضيعوا‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬الكسرويين‭ ‬والطورانيين‭ ‬فرصة‭ ‬لن‭ ‬تتكرر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭. ‬