رؤيا مغايرة

عام 2019... الشاهد ينبئ عن الغائب

| فاتن حمزة

مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬نعود‭ ‬للوراء‭ ‬نسترجع‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تحقيقه‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬طوال‭ ‬العام،‭ ‬حياتنا‭ ‬وأحلامنا‭ ‬وطموحاتنا‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآمال،‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬نحققها‭ ‬والكثير‭ ‬منها‭ ‬يتطلب‭ ‬عوامل‭ ‬خارجية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تمكننا‭ ‬من‭ ‬تحقيقها‭.‬

كيف‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نبدأها‭ ‬ونحن‭ ‬نواجه‭ ‬ضغوطا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬النواحي‭ ‬ومنها‭ ‬الظروف‭ ‬المالية‭ ‬وسياسات‭ ‬التقشف‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬معاناة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬فوضى‭ ‬الشوارع‭ ‬وسوء‭ ‬التخطيط‭ ‬وغياب‭ ‬النظرة‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬أمثال‭ ‬هذه‭ ‬المسائل،‭ ‬ملف‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬الذي‭ ‬يتضخم‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬دون‭ ‬علاج‭ ‬أو‭ ‬رادع‭ ‬حقيقي،‭ ‬التدهور‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬الأخلاق‭ ‬وانتقال‭ ‬الاستهتار‭ ‬بالقيم‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬فردية‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية،‭ ‬وتفكك‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬غياب‭ ‬الحس‭ ‬الديني،‭ ‬ومؤخراً،‭ ‬ما‭ ‬يشغل‭ ‬المواطن،‭ ‬مسألة‭ ‬الضريبة‭ ‬المضافة‭ ‬غير‭ ‬المدروسة‭ ‬بعناية‭ ‬والتخبط‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬تطبيقها،‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬استياء‭ ‬شديدة‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬أسعار‭ ‬المحلات‭ ‬واستغلالهم،‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬يروج‭ ‬تحمل‭ ‬قيمة‭ ‬الضريبة‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬بعد‭ ‬رفعه‭ ‬الأسعار،‭ ‬خصوصا‭ ‬أصحاب‭ ‬المطاعم‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭: ‬استمرار‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬بسبب‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬التصالح‭ ‬والتغيير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬الشاذة،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬فشل‭ ‬السياسات‭ ‬غير‭ ‬المدروسة‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وازدياد‭ ‬حجم‭ ‬المؤامرات‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وزيادة‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭.‬

كيف‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نشعر‭ ‬بالأمان‭ ‬وسط‭ ‬ملامح‭ ‬أزمات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬قادمة،‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬سنة‭ ‬2019‭ ‬لا‭ ‬تبشر‭ ‬بخير،‭ ‬قياساً‭ ‬بما‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬بداياتها‭ ‬من‭ ‬إحباط‭.‬

رغم‭ ‬سوء‭ ‬الأوضاع‭ ‬والإحباطات‭ ‬سيبقى‭ ‬الأمل‭ ‬بأن‭ ‬ينصلح‭ ‬الحال‭ ‬وتصبح‭ ‬للمواطن‭ ‬أولويات‭ ‬تراعي‭ ‬مصالحه‭ ‬وظروفه،‭ ‬ويكون‭ ‬جيبه‭ ‬آخر‭ ‬السبل‭ ‬في‭ ‬تعويض‭ ‬العجز‭ ‬ومساوئ‭ ‬الظروف‭.‬

 

كل‭ ‬عام‭ ‬والبحرين‭ ‬بلا‭ ‬تقشف‭ ‬وعجز‭ ‬وأزمات،‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬ونهضة‭ ‬وازدهار،‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬والبحرين‭ ‬بقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬بخير‭ ‬وأمن‭ ‬وأمان‭.‬