الطلاب الإيرانيون يدخلون خط المواجهة الساخنة مع ملالي إيران

| فلاح هادي الجنابي

بعد‭ ‬أن‭ ‬شهد‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬آلاف‭ ‬حركة‭ ‬احتجاجية‭ ‬بإيران،‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الاستبداد‭ ‬والقمع‭ ‬والظلم‭ ‬والفساد‭ ‬ونهب‭ ‬أموال‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬وضد‭ ‬حكم‭ ‬الملالي‭ ‬ومطالب‭ ‬برحيل‭ ‬النظام‭ ‬بالكامل،‭ ‬فإن‭ ‬تظاهرات‭ ‬الطلاب‭ ‬الإيرانيين‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬العام‭ ‬المنصرم‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الطلاب‭ ‬أيضا‭ ‬دخلوا‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬الساخنة‭ ‬ضد‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬أسلوبه‭ ‬البوليسي‭ ‬ـ‭ ‬الإرهابي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬نصب‭ ‬علي‭ ‬أكبر‭ ‬ولايتي‭ ‬مستشار‭ ‬الملا‭ ‬خامنئي‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السابق‭ ‬للنظام،‭ ‬رئيسا‭ ‬لمجلس‭ ‬أمناء‭ ‬الجامعة‭ ‬الحرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنصيب‭ ‬وجوه‭ ‬مشبوهة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬والمراكز‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬مراقبة‭ ‬الطلاب‭ ‬والسعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عدم‭ ‬انجرافهم‭ ‬مع‭ ‬التحركات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البلاد،‭ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬احتجاجات‭ ‬الطلاب‭ ‬اندلعت‭ ‬على‭ ‬اثر‭ ‬حادثة‭ ‬السير‭ ‬المشبوهة‭ ‬التي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬بسبب‭ ‬التقصير‭ ‬المتعمد،‭ ‬لكنها‭ ‬وكما‭ ‬يبدو‭ ‬باتت‭ ‬تشهد‭ ‬امتدادا‭ ‬وتوسعا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الطلاب‭ ‬أيضا‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بوسعهم‭ ‬التزام‭ ‬الصمت‭ ‬والسكوت‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬القمعي‭ ‬الإجرامي‭.‬

الاحتجاجات‭ ‬الطلابية‭ ‬أثبتت‭ ‬أنها‭ ‬امتداد‭ ‬للاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬إيران‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬الرجعي‭ ‬المتخلف‭ ‬عندما‭ ‬رددوا‭ ‬الشعار‭ ‬الوطني‭ ‬“الخلف‭ ‬للعدو‭ ‬والوجه‭ ‬للوطن”،‭ ‬والخلف‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬القاتل‭ ‬والمعادي‭ ‬لشعبه‭.‬

ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬يتخوف‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الطلاب‭ ‬الإيرانيين‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬الساخنة‭ ‬ضده‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬بإمكانه‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬معالم‭ ‬المشهد‭ ‬الاحتجاجي‭ ‬الشعبي‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬ويدفعه‭ ‬باتجاه‭ ‬منعطف‭ ‬يجعل‭ ‬موقف‭ ‬النظام‭ ‬صعبا‭ ‬جدا‭ ‬ويسحب‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخيارات‭ ‬المتاحة‭.‬

الطلاب،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬كونهم‭ ‬ذخيرة‭ ‬الغد‭ ‬الإيراني‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬التأثير‭ ‬القوي‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬الإيراني،‭ ‬فإن‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬يتخوف‭ ‬من‭ ‬دخولهم‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬كثيرا،‭ ‬ويسعى‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬عليهم‭ ‬وإخماد‭ ‬وقمع‭ ‬احتجاجاتهم،‭ ‬لأنه‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬دخولهم‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق،‭ ‬يعني‭ ‬تقوية‭ ‬ورص‭ ‬صف‭ ‬جبهة‭ ‬النضال‭ ‬ضده‭ ‬وجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية‭ ‬وتأثيرا‭.‬

عام‭ ‬2019‭ ‬سيكون‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬الأعوام‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بنظام‭ ‬الملالي،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬عام‭ ‬ثورة‭ ‬وانتفاضة‭ ‬الطلاب‭ ‬الإيرانيين‭ ‬بوجه‭ ‬نظام‭ ‬القمع‭ ‬والدجل‭ ‬والشعوذة‭.‬

تأتي‭ ‬قوة‭ ‬وأهمية‭ ‬انضمام‭ ‬الطلاب‭ ‬لخط‭ ‬المواجهة‭ ‬الساخنة‭ ‬بأنهم‭ ‬يشكلون‭ ‬مع‭ ‬العمال‭ ‬الإيرانيين‭ ‬الذين‭ ‬يخوضون‭ ‬نضالا‭ ‬ضاريا‭ ‬ضد‭ ‬النظام،‭ ‬أكبر‭ ‬شريحتين‭ ‬في‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭. ‬“الحوار”‭.‬

“دخول‭ ‬الطلاب‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬يعني‭ ‬تقوية‭ ‬ورص‭ ‬صف‭ ‬جبهة‭ ‬النضال‭ ‬ضد‭ ‬نظام‭ ‬الملالي”‭.‬