أوجه‭ ‬صرف‭ ‬الضريبة

| د.علي الصايغ

يحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نسأل،‭ ‬أين‭ ‬ستذهب‭ ‬الأموال‭ ‬المتحصلة‭ ‬من‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة؟‭ ‬ولأنها‭ ‬فرضت‭ ‬علينا؛‭ ‬بغية‭ ‬تحسين‭ ‬الوضع‭ ‬المالي،‭ ‬وتلبية‭ ‬لإجماع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬فيحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نسأل،‭ ‬كيف‭ ‬ستصرف‭ ‬هذه‭ ‬الأموال؟‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬تُعلن‭ ‬المبالغ‭ ‬المتحصلة‭ ‬بشكل‭ ‬دوري،‭ ‬ويحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نسأل‭ ‬عن‭ ‬المستقبل،‭ ‬هل‭ ‬ستظل‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نية‭ ‬لزيادتها؟‭ ‬وهل‭ ‬ستضاف‭ ‬سلع‭ ‬أخرى‭ ‬مستقبلاً‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬السلع‭ ‬المشمولة‭ ‬حالياً‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬أم‭ ‬أننا‭ ‬سنكتفي‭ ‬بهذه‭ ‬القائمة؟‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬الناس‭ ‬إجابات‭ ‬وافية‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭!‬

بادرت‭ ‬بعض‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬بإعلانها‭ ‬تحمل‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬خلال‭ ‬مدة‭ ‬معينة،‭ ‬وهذه‭ ‬بادرة‭ ‬مشكورة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أنها‭ ‬تحمل‭ ‬بين‭ ‬طياتها‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬التسويق‭ ‬والترويج‭ ‬الدعائي‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭! ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المحلات‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬رفعت‭ ‬الأسعار‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬الضريبة‭ ‬المضافة‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ،‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬أو‭ ‬رقيب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬جهود‭ ‬مضاعفة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لضمان‭ ‬ضبط‭ ‬السوق‭ ‬التجاري‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬بعد‭ ‬مدة‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬أن‭ ‬نشهد‭ ‬تزايداً‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬العام،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬المؤمل‭ ‬أن‭ ‬ينخفض‭ ‬الدين‭ ‬العام،‭ ‬وذلك‭ ‬كنتيجة‭ ‬منطقية‭ ‬بعد‭ ‬فرض‭ ‬سياسة‭ ‬التقشف،‭ ‬واستلام‭ ‬المساعدات‭ ‬الخليجية،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬كالتقاعد‭ ‬الاختياري،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والسياسات‭ ‬الجديدة‭ ‬الأخرى‭ ‬تحقيقاً‭ ‬للتوازن‭ ‬المالي،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تنال‭ ‬تقارير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬صرف‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬المتحصلة‭ ‬ضريبياً‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬وإن‭ ‬وقعنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإشكال،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ - ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ - ‬سوء‭ ‬الإدارة‭ ‬المالية‭ ‬لإيرادات‭ ‬الدولة،‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬هذه‭ ‬الإيرادات‭ ‬من‭ ‬ازدياد‭!.‬