سوالف

وزارة التجارة اليوم... عروس الحفل

| أسامة الماجد

بعد‭ ‬أن‭ ‬وضحت‭ ‬الأشياء‭ ‬وضوحا‭ ‬مضيئا‭ ‬مثل‭ ‬الكشافات‭ ‬التي‭ ‬تضيء‭ ‬في‭ ‬الظلام،‭ ‬وبدأ‭ ‬المواطن‭ ‬يتنفس‭ ‬من‭ ‬أعماقه‭ ‬ويعتاد‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الجديد‭ ‬مع‭ ‬تطبيق‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬ومعرفته‭ ‬اليوم‭ ‬بالكماليات‭ ‬والأساسيات،‭ ‬وعن‭ ‬قريب‭ ‬سيكون‭ ‬محترفا‭ ‬في‭ ‬الحسابات‭ ‬“القسمة‭ ‬والضرب‭ ‬والجمع”‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تسافر‭ ‬إليه‭ ‬عصافير‭ ‬الطمأنينة‭ ‬ويبتعد‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬عن‭ ‬شقوق‭ ‬الأرض،‭ ‬لابد‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬تركز‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬على‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬وإلا‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬كارثة‭ ‬على‭ ‬المواطن،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬مراقبة‭ ‬السوق‭ ‬والتجار‭ ‬مراقبة‭ ‬دقيقة‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالمراقبة‭ ‬والتفتيش‭ ‬الوقتي،‭ ‬فلربما‭ ‬ما‭ ‬نشاهده‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬حملات‭ ‬تفتيش‭ ‬نشطة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭  ‬لرصد‭ ‬المخالفين‭ ‬والمتلاعبين‭ ‬بالأسعار‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬التطبيق‭ ‬الصحيح‭ ‬والقانوني‭ ‬للقيمة‭ ‬المضافة‭ ‬وضمان‭ ‬احتسابها‭ ‬بالنسب‭ ‬المحددة‭ ‬للسلع‭ ‬المشمولة‭ ‬بالضريبة‭ ‬وكذلك‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تحصيلها‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬المعفاة‭ ‬من‭ ‬الضريبة،‭ ‬وعدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتوجيهات‭ ‬الحكومية،‭ ‬نقول‭ ‬ربما‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬تتقلص‭ ‬حملات‭ ‬التفتيش‭ ‬ويجد‭ ‬التاجر‭ ‬نفسه‭ ‬يزهو‭ ‬بربيع‭ ‬خالد‭ ‬والمواطن‭ ‬يلعب‭ ‬“في‭ ‬حسبته”‭ ‬التيار‭ ‬الجارف،‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بأن‭ ‬عملية‭ ‬المراقبة‭ ‬تسير‭ ‬بشكل‭ ‬بطيء‭ ‬قياسا‭ ‬بتطور‭ ‬الأسواق‭ ‬واتساعها‭ ‬وربما‭ ‬الفريق‭ ‬المكلف‭ ‬بذلك‭ ‬لا‭ ‬يكفي،‭ ‬وهذا‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تعميق‭ ‬الفجوة‭ ‬بدرجة‭ ‬سريعة‭ ‬وخطيرة‭.‬

مثلما‭ ‬تغير‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬تدريجيا‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬قلب‭ ‬ونقاء‭ ‬سريرة‭  ‬بصفة‭ ‬أساسية‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متغير‭ ‬ولا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬التأثر‭ ‬بالمتغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تموج‭ ‬بالعالم،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يواكب‭ ‬ذلك‭ ‬تغيير‭ ‬أوسع‭ ‬وأشمل‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬المراقبة‭ ‬والتصدي‭ ‬للمخالفين‭ ‬بحزم،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬نشاط‭ ‬إدارة‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الآن،‭ ‬فبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخط‭ ‬الساخن‭ ‬وفريق‭ ‬العمل‭ ‬المكون‭ ‬حسب‭ ‬علمي‭ ‬من‭ ‬“50‭ ‬مراقبا”‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬آلية‭ ‬جديدة‭ ‬تجعل‭ ‬الإدارة‭ ‬جاهزة‭ ‬دائما‭ ‬لضبط‭ ‬السوق‭ ‬ومراعاة‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تلاعب،‭ ‬فالوضع‭ ‬يختلف‭ ‬الآن‭ ‬والمسؤولية‭ ‬أصبحت‭ ‬مضاعفة‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتوصل‭ ‬سريعا‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬بعض‭ ‬أمراضها‭ ‬المستعصية،‭ ‬فوزارة‭ ‬التجارة‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬عروس‭ ‬الحفل‭.‬