فجر جديد

الرسوم ليست حلاً

| إبراهيم النهام

أقدّر‭ ‬لمجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق،‭ ‬انتقاده‭ ‬الحاد‭ ‬لمضار‭ ‬تغول‭ ‬عدادات‭ ‬المواقف‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬المتقاطعة‭ ‬مع‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية،‭ ‬وأثرها‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬أهالي‭ ‬المناطق‭ ‬المختلفة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬ذات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬القديمة‭.‬

وكانت‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬أخيرًا،‭ ‬إقامة‭ ‬160‭ ‬جهاز‭ ‬عداد‭ ‬وقوف‭ ‬تغطي‭ ‬2400‭ ‬موقف‭ ‬بمحافظتي‭ ‬الجنوبية‭ ‬والمحرق،‭ ‬بكلفة‭ ‬388‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬مبررة‭ ‬بأنه‭ ‬سيسهم‭ ‬بزيادة‭ ‬استعمال‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لمواقف‭ ‬السيارات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬استعمالها،‭ ‬وتوفر‭ ‬عددا‭ ‬كافيا‭ ‬منها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لتنشيط‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية‭ ‬وتخفيف‭ ‬الازدحام،‭ ‬ومنع‭ ‬احتكارها‭.‬

ولطالما‭ ‬أثير‭ ‬الحديث‭ ‬مرارًا‭ ‬عن‭ ‬مضار‭ ‬شح‭ ‬مواقف‭ ‬السيارات،‭ ‬وآثارها‭ ‬السيئة‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وعلى‭ ‬التركيبة‭ ‬السكانية‭ ‬لأهالي‭ ‬المناطق‭ ‬الأصلية،‭ ‬والتي‭ ‬نفر‭ ‬منها‭ ‬الكثيرون‭ ‬لأسباب‭ ‬متنوعة،‭ ‬شح‭ ‬المواقف‭ ‬أحدها،‭ ‬مقترحين‭ ‬بذلك‭ ‬حلولاً‭ ‬مقنعة،‭ ‬منها‭ ‬استملاك‭ ‬الأراضي‭ ‬والبيوت،‭ ‬وتحويلها‭ ‬لمواقف‭ ‬عامة،‭ ‬إنشاء‭ ‬شركة‭ ‬حكومية‭ ‬لمواقف‭ ‬السيارات،‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الأرصفة‭ ‬العريضة،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المبلطة‭.‬

ويأخذنا‭ ‬التوجه‭ ‬الكثيف‭ ‬نحو‭ ‬تركيب‭ ‬عدادات‭ ‬المواقف‭ ‬كحل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد،‭ ‬إلى‭ ‬التوجه‭ ‬القسري‭ ‬للمواطنين‭ ‬نحو‭ ‬الحلول‭ ‬غير‭ ‬المكلفة،‭ ‬وغير‭ ‬الآمنة‭ ‬لمركباتهم‭ ‬بذات‭ ‬الوقت،‭ ‬كركنها‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬البعيدة،‭ ‬وحشرها‭ ‬بالشوارع‭ ‬الضيقة،‭ ‬بصورة‭ ‬قد‭ ‬تعرضها‭ ‬للتلفيات،‭ ‬وللسرقات‭ ‬المختلفة‭.‬

جيب‭ ‬المواطن‭ ‬ليس‭ ‬حلاً،‭ ‬والرسوم‭ ‬مهما‭ ‬تعاظم‭ ‬ريعها،‭ ‬ستكون‭ ‬وبالاً‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬الغارق‭ ‬بالديون،‭ ‬والأزمات‭ ‬المالية،‭ ‬والغلاء‭ ‬المستفحل،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تتجه‭ ‬الدولة‭ ‬نحو‭ ‬تحسين‭ ‬خططها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬كله‭.‬