سوالف

البحريني يبحث عن عمل بينما الأجنبي يعمل!

| أسامة الماجد

بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قوانين‭ ‬نافذة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأفضلية‭ ‬توظيف‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬الأجنبي‭ ‬ودراسات‭ ‬وتصريحات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬مازالت‭ ‬تفتح‭ ‬أبوابها‭ ‬للأجنبي‭ ‬وتفضله‭ ‬على‭ ‬ابن‭ ‬البلد‭ ‬وصاحب‭ ‬الحق‭ ‬الشرعي‭ ‬في‭ ‬الوظيفة،‭ ‬مؤسسات‭ ‬وشركات‭ ‬سيطرت‭ ‬عليها‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬“البدالة‭ ‬حتى‭ ‬مدير‭ ‬التوظيف‭ ‬وربما‭ ‬المدير‭ ‬العام”،‭ ‬والبحريني‭ ‬تتورم‭ ‬قدماه‭ ‬وهو‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬ويرزح‭ ‬تحت‭ ‬كابوس‭ ‬الحياة‭ ‬الصعبة،‭ ‬بينما‭ ‬الأجنبي‭ ‬يجد‭ ‬الطريق‭ ‬أمامه‭ ‬مفتوحا‭ ‬ويعطي‭ ‬الثقة‭ ‬ويعمر‭ ‬في‭ ‬الوظيفة‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يقلل‭ ‬الفرصة‭ ‬أمام‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬الذين‭ ‬يتكئون‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬الحسرة،‭ ‬ومعظمهم‭ ‬يعيش‭ ‬ظروفا‭ ‬قاسية،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬إعالة‭ ‬أسرته‭ ‬على‭ ‬نفقات‭ ‬المعيشة،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يسد‭ ‬فراغ‭ ‬والده‭ ‬المتوفى‭ ‬وقصص‭ ‬كثيرة‭ ‬ملفوفة‭ ‬بألف‭ ‬جرح‭ ‬وجرح‭.‬

الدولة‭ ‬قامت‭ ‬بواجبها‭ ‬ودربت‭ ‬وأهلت‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬فجميعهم‭ ‬مؤهلون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬القيادة‭ ‬ومتسلحون‭ ‬بالعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬وقادرون‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬عقدة‭ ‬الثقة‭ ‬مازالت‭ ‬تنخر‭ ‬في‭ ‬عقليات‭ ‬أصحاب‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬بشكل‭ ‬يثير‭ ‬الدهشة،‭ ‬ولا‭ ‬عليكم‭ ‬من‭ ‬الاسطوانة‭ ‬المشروخة‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬اختراعهم‭ ‬أصلا‭ ‬ونسمعها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وقت،‭ ‬“البحريني‭ ‬ما‭ ‬يبي‭ ‬يشتغل‭...‬البحريني‭ ‬يبي‭ ‬مكتب‭ ‬وراحة‭ ‬وراتب‭ ‬مرتفع”،‭ ‬هذه‭ ‬أسطورة‭ ‬مثل‭ ‬أسطورة‭ ‬العنقاء،‭ ‬فالبحريني‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان،‭ ‬في‭ ‬أبسط‭ ‬الأعمال‭ ‬وأشقاها‭ ‬ويمتلك‭ ‬معرفة‭ ‬ومهارات‭ ‬والتزاما‭ ‬ومثابرة‭.‬

في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تدخل‭ ‬شركة‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة‭ ‬وترى‭ ‬كل‭ ‬الوظائف‭ ‬يشغلها‭ ‬أجانب،‭ ‬من‭ ‬حارس‭ ‬الأمن‭ ‬إلى‭ ‬البدالة‭ ‬إلى‭ ‬الحسابات‭ ‬إلى‭ ‬السكرتارية‭ ‬إلى‭ ‬المدير،‭ ‬يلتف‭ ‬حول‭ ‬عنقك‭ ‬حبل‭ ‬الغرابة‭ ‬والدهشة‭ ‬وتتساءل‭ ‬بحرقة‭... ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬البحريني‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف؟‭ ‬بالتأكيد‭ ‬يجيدها‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬وشركات‭ ‬تحارب‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬وتنظر‭ ‬إلى‭ ‬البحريني‭ ‬نظرة‭ ‬دونية‭ ‬تحط‭ ‬من‭ ‬قدراته،‭ ‬وأكثر‭ ‬ما‭ ‬نقول‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬انها‭ ‬ابتعدت‭ ‬عن‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭ ‬وتسير‭ ‬بانحراف‭ ‬واضح‭ ‬وعكس‭ ‬الأهداف‭ ‬والسياسات‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭.‬