آلة الموت للملالي لن تحول دون سقوطهم

| فلاح هادي الجنابي

عندما‭ ‬يتم‭ ‬تصعيد‭ ‬عمليات‭ ‬الإعدام‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الذي‭ ‬يصفونه‭ ‬كذبا‭ ‬بالإصلاح‭ ‬والاعتدال،‭ ‬فإن‭ ‬لذلك‭ ‬معنى‭ ‬واحدا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬تأويله‭ ‬أو‭ ‬حمله‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬محمل‭ ‬فيه‭ ‬التسويغ‭ ‬والتبرير،‭ ‬وهذا‭ ‬المعنى‭ ‬هو‭ ‬كذب‭ ‬وزيف‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬إصلاح‭ ‬أو‭ ‬اعتدال‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬أجنحته‭ ‬متشابهة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬سعيها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬واختلافهم‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬والنهب‭ ‬والنفوذ‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬عهد‭ ‬الخداع‭ ‬والتمويه‭ ‬للملا‭ ‬روحاني‭ ‬الذي‭ ‬يبذل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بوسعه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الرجعي‭ ‬اللاإنساني‭ ‬من‭ ‬مصيره‭ ‬الأسود‭ ‬المحتوم‭ ‬بالسقوط،‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬تزايد‭ ‬النشاطات‭ ‬والتحركات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬بعد‭ ‬انتفاضة‭ ‬28‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬2017‭ ‬التي‭ ‬أرعبت‭ ‬النظام‭ ‬وأكدت‭ ‬حتمية‭ ‬سقوطه‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬الانتفاضة‭ ‬والنشاطات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬تقودها‭ ‬وتشرف‭ ‬عليها‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬وأن‭ ‬الشعب‭ ‬ومنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬أصبحا‭ ‬في‭ ‬جبهة‭ ‬واحدة‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬وأن‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬والمركزي‭ ‬صار‭ ‬إسقاطه‭.‬

عندما‭ ‬تعلن‭ ‬مراقبة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬الأخير‭ ‬أنه‭ ‬قامت‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬منذ‭ ‬ديسمبر‭ ‬2017‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬بإعدام‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬285،‭ ‬بينهم‭ ‬4‭ ‬نساء‭ ‬و6‭ ‬شباب‭ ‬دون‭ ‬18‭ ‬عاما،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يؤكد‭ ‬للعالم‭ ‬عموما‭ ‬وللمنظمات‭ ‬المعنية‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يتصرف‭ ‬بعقلية‭ ‬القرون‭ ‬الوسطى‭ ‬ولا‭ ‬يعترف‭ ‬بأية‭ ‬حقوق‭ ‬للإنسان،‭ ‬مع‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬تصعيده‭ ‬الملفت‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬إعداماته‭ ‬الإجرامية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يراعي‭ ‬فيها‭ ‬أية‭ ‬موازين‭ ‬أو‭ ‬قيم،‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ومعرفته‭ ‬بكراهية‭ ‬ورفض‭ ‬الشعب‭ ‬القاطع‭ ‬له،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬من‭ ‬مصيره‭ ‬باعتماده‭ ‬على‭ ‬الإعدامات‭ ‬والقمع‭ ‬والسجون‭ ‬والتعذيب‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬اليوم‭ ‬مرحلة‭ ‬خطيرة‭ ‬وحساسة‭ ‬جدا‭ ‬يجد‭ ‬صعوبة‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬الإمساك‭ ‬بزمام‭ ‬الأمور‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬حاله‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬ولأنه‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬دخلت‭ ‬ساحة‭ ‬المواجهة‭ ‬المباشرة‭ ‬ضده‭ ‬من‭ ‬أوسع‭ ‬الأبواب‭ ‬عندما‭ ‬أمسكت‭ ‬زمام‭ ‬القيادة‭ ‬والنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إسقاطه،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬وكعادته‭ ‬دائما‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬أمامه‭ ‬وسيلة‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬إلا‭ ‬باللجوء‭ ‬لأساليبه‭ ‬البربرية‭ ‬الدموية،‭ ‬لأنه‭ ‬وكأي‭ ‬نظام‭ ‬ديكتاتوري‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬طريقته‭ ‬وأسلوبه‭ ‬الوحيد‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأمور‭.‬

إن‭ ‬دخول‭ ‬المنظمة‭ ‬شكل‭ ‬صدمة‭ ‬جعلته‭ ‬يتعثر‭ ‬ويتخبط‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬ماذا‭ ‬يفعل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الإعصار‭ ‬الثوري‭ ‬القادم‭ ‬باتجاه‭ ‬قلاعه‭ ‬المتداعية‭ ‬وإنهاء‭ ‬حكمه‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭. ‬“الحوار”‭.‬