اليوم العالمي للحق الإنساني

| عبدعلي الغسرة

يحتفل‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بذكرى‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬سبعون‭ ‬عامًا‭ ‬ومازالت‭ ‬بعض‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬تسعى‭ ‬لنيل‭ ‬حقوقها،‭ ‬سبعون‭ ‬عامًا‭ ‬وهذه‭ ‬الدول‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬يَطغى‭ ‬عليها‭ ‬العُنف‭ ‬والإرهاب‭ ‬والفقر‭ ‬والمرض،‭ ‬سبعون‭ ‬عامًا‭ ‬ومازالت‭ ‬العقبات‭ ‬والعثرات‭ ‬تقف‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬لتنال‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬حقوقها‭ ‬الحياتية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬انبثقت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المعاهدات‭ ‬والمواثيق‭ ‬والعهود‭ ‬التي‭ ‬تراعي‭ ‬حق‭ ‬الإنسان‭ ‬والبيئة‭ ‬والمناخ‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭. ‬سبعون‭ ‬عامًا‭ ‬والدول‭ ‬الكبرى‭ ‬تنادي‭ ‬بهذه‭ ‬الحقوق‭ ‬وتطالب‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬الصغيرة‭ ‬الفقيرة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬المبادئ‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬بعيدة‭ ‬جدًا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬فباسم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬الدول‭ ‬الصغيرة‭ ‬وتسرق‭ ‬ثرواتها‭ ‬وتستعبد‭ ‬شعوبها‭ ‬لتنمية‭ ‬اقتصادها‭... ‬سبعون‭ ‬عامًا‭ ‬ومبادئ‭ ‬الإعلان‭ ‬تتآكل‭ ‬ببطء‭ ‬ويصفر‭ ‬جوهره‭ ‬بفعل‭ ‬تصرف‭ ‬الحكومات‭ ‬والسياسيين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬دولهم‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مصالح‭ ‬الإنسان‭ ‬وحياته،‭ ‬وقبل‭ ‬وبعد‭ ‬صياغة‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬قامت‭ ‬حروب‭ ‬دولية‭ ‬واستمرت‭ ‬بجانب‭ ‬الحروب‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬الأرض‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬العربي،‭ ‬وراح‭ ‬ضحيتها‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬البشر،‭ ‬قتلى‭ ‬وجرحى‭ ‬ومفقودين‭ ‬ولاجئين،‭ ‬كانت‭ ‬حروبا‭ ‬باسم‭ ‬التقدمية‭ ‬والإنسان‭ ‬والتنمية‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬ذبحت‭ ‬البشر‭ ‬ودمرت‭ ‬الحجر‭ ‬وأحرقت‭ ‬الشجر‭.‬

إن‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬ذكرى‭ ‬للعِبرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الثلاثين‭ ‬مادة‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الحقوق‭ ‬الحياتية‭ ‬والإنسانية‭ ‬للإنسان،‭ ‬وهي‭ ‬الحقوق‭ ‬التي‭ ‬كفلها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬للإنسان‭ ‬ونادت‭ ‬بها‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬قبل‭ ‬قوانين‭ ‬الأرض،‭ ‬لنتذكر‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬يتألمون‭ ‬جوعًا‭ ‬ويعيشون‭ ‬فقرًا‭ ‬ومرضًا‭ ‬ويهيمون‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬تراب‭ ‬يلجأون‭ ‬إليه‭ ‬هربًا‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬ديارهم،‭ ‬وبتطبيق‭ ‬بعض‭ ‬مبادئ‭ ‬الإعلان‭ ‬سيعم‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬والرحمة‭ ‬على‭ ‬البشر‭.‬

وقد‭ ‬صاغ‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬والمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬البحريني‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬الإعلان‭ ‬والعهود‭ ‬والمواثيق‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وهذه‭ ‬الحقوق‭ ‬ترعاها‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬وتتابعها‭ ‬الحكومة‭ ‬الرشيدة‭. ‬وقد‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بهدف‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬السياسات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتعزيزها‭ ‬وحمايتها‭ ‬والرقي‭ ‬بمبادئها‭ ‬وصونها،‭ ‬وبترسيخ‭ ‬قيمها‭ ‬ونشر‭ ‬الوعي‭ ‬بها‭.‬

وفازت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للسنوات‭ (‬2019م‭ ‬ـ‭ ‬2021م‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬إنجاز‭ ‬تعتز‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭.‬