عنفوان

هل يرد المجلس الجديد الفزعة؟

| جاسم اليوسف

ها قد طويت آخر صفحة من صفحات الانتخابات النيابية والبلدية وما حملتها معها من ضجيج على أشده بين المترشحين وصل بعضها إلى حد التراشق والعنف البدني ضد بنرات المنافسين، وهو أمر شبه طبيعي لأسباب وجيهة، إلا أن البحرينيين قالوا كلمتهم الفصل، وفزعوا لصناديق الاقتراع في مشاركة قياسية دون أن تسجل في يوم الانتخابات ولا في جولة الإعادة أية حالة يمكن أن تعد في خانة الإخلال بالأمن وقطع الطريق على من اختار بمحض إرادته أن يشارك في العرس الديمقراطي.

وفي الوقت الذي اختار بعض من فازوا مع أنصارهم أن يحتفلوا بطريقة هستيرية بالنصر في الوصول إلى مقاعد المجلسين، فإن البعض الآخر الذي نجح في كسب ثقة ناخبيه أن يحتفل بطريقة هادئة للغاية ودون جلبة وتكشف الكثير من الرزانة وتنم عن الثقة في النفس؛ لأن الانتصار في نهاية الأمر مردها لإرادة الشعب وليس أمرا “نرجسيا” او اعتدادا بالنفس أو تحقيقا لفرض أجندات ذاتية.

البحرينيون الذين تجشموا العناء والفزعة لأكثر من مرة في صناديق الاقتراع بانتظار رد الدَّين فيمن منح صوته الغالي، أملا في تحقيق مستقبل مشرق لصالح الوطن والمواطنين، وكلهم شوق أن يجدوا ما “دوعبوا” به من وعود وأحلام بلغ بعضها إلى حد التندر مكانا لها على أرض الواقع، وأن تفيق ضمائر المجلس في قيادة التغيير جنبا إلى جنب مع السلطة التنفيذية.