سوالف

للنواب الجدد... أظهروا إخلاصكم للمواطن

| أسامة الماجد

لعل أهم ما يوضح ويؤكد وعي المواطن البحريني الذي لا نهاية له هو السقوط المدوي للنواب السابقين الذين حاولوا إعادة الكرة وتصوروا أن مقاعدهم ستكون شاغرة لفترة بسيطة ثم سيعودون إليها، لكن انجرفت الأمور عكس ما كانوا يريدون واستبعدهم المواطن بعد تجربة 4 سنوات واختار غيرهم، وهي ليست مصادفة، بل معرفة وقصة درس.

لذلك على التشكيلة الجديدة في مجلس النواب التفكير مليا في ما يفرح المواطن ويغضبه، فأمامكم مسؤوليات جسام ستعترض طريقكم، والسؤال الذي يقفز إلى الذهن مباشرة.. هل ستكونون على قدر المسؤولية؟ وهل سيكون المجلس قويا ويمثل الشعب تمثيلا حقيقيا ويقف مع مطالبه بقراءة التفاصيل المنوعة؟ هل سيكون عملكم مثمرا وخصبا ومتواصلا وصولا إلى الأهداف والغايات؟

إن المجلس السابق بالنقد والعرض والتحليل كثرت فيه حالات الغياب وكان غير منظم وخلا من الإنجازات وأهدر النواب السابقون وقتا كثيرا في المشاحنات والكلام التقليدي، وبسبب اختلال التوازن في العمل وجد المواطن نفسه معزولا كثيرا عن المجلس وحكم عليه بالإحباط والسخط، كيف لا وهو كان يرى النائب الذي انتخبه يعزف عن خدمته ويستبدل شعاراته التي لم تدم طويلا وتمرد على الواجب الأخلاقي واهتم بمصلحته الشخصية بدل اهتمامه برفعة شأن الوطن والمواطن. للنواب الجدد نقول كمواطنين... امسحوا الصورة الكئيبة وأسقطوا المفاتيح الصدئة وكونوا أفضل من السابقين في طريقة التعامل مع السلطة التنفيذية والإسهام والمشاركة في صنع القرارات المهمة التي تخدم المصلحة العليا للوطن والمواطنين، فالحكومة أعطتكم صلاحيات موسعة في المجالين التشريعي والرقابي والمواطن ينتظر منكم انعكاسا حقيقيا لاختياره لكم وتحميلكم الأمانة، كونوا رافدا حيويا لمجلس النواب وأظهروا إخلاصكم للمواطن الذي انتخبكم على مختلف الأصعدة، كونوا مع المواضيع والقضايا التي تلامس المجتمع البحريني وتطلعاته وسيروا على منهج تحقيق مصلحة الوطن والمواطنين سواء من خلال إقرار المشروعات أو التطوير المتواصل للأداء.

تذكروا أننا لا نتحدث عن أحلام وردية وأمنيات باهظة الثمن وجدال فلاسفة، إنما نتحدث عن مطالب ومهام وأدوات وعزيمة أكبر، ومن اليوم بدأت بوصلة المواطن تراقبكم.