ريشة في الهواء

معيار الدولة الناجحة

| أحمد جمعة

أمس تم التصويت لاختيار مجلس النواب القادم، متمنين التقدم لبلادنا الحبيبة بكل المجالات، وبصرف النظر عن النتيجة ستبقى البحرين بكل الظروف بحاجة لشيئين أساسيين، الأمن والمعيشة، ودونهما لن يكون المواطن راضياً عن الدولة ولا عن المجلس ولا عن الشورى ولا عن أي شيء باستثناء الأمن والمعيشة، وصدقوني لو جئتم بمجلس نيابي من الملائكة ومجلس للشورى من العلماء ومجلس بلدي من الخيال ولم يكن هناك أمن واستقرار وحياة معيشية تليق بالإنسان البحريني الذي أثبت ولاءه لقيادته وأرضه وثوابته الوطنية لن ننجح، هذا الإنسان يستحق الحياة المستقرة بدولة آمنة لا تتعرض للمؤامرات والمحاولات الانقلابية وتكون بذات الوقت ملتفتة للتنمية والبناء والتعمير وبعيدة عن المهاترات والشجارات، دولة تكرس وقتها وجهدها وعزمها لبناء قواعد عصرية لرخاء شعبها بعيداً عن الشعارات وتفرض الأمن والاستقرار بقوة القانون وإذا استدعى الأمر فوق ذلك.

من هنا ومع بدء الاستحقاقات القادمة من مجلس نيابي وشورى وبلدي لابد أن نرجع لقواعد وثوابت بناء الوطن التي اعتمدت خلال المراحل التي أسست فيها الدولة الحديثة بقيادة سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله معتمدة البناء والتنمية وفرض القانون والأمن والاستقرار، فلولا هذه القواعد التي ندين بها اليوم لتلك الرؤية الثاقبة التي بنت البحرين لما بلغنا هذا المستوى الراقي الذي لولا المحاولات الانقلابية الدنيئة التي رافقت الاستهتار السياسي لظلت هذه الدولة تقود المنطقة كما كانت من قبل.

ليس قليلا على البحرين أن تعود وتتبوأ مكانتها اللائقة، شرط أن نعود للقواعد الأساسية التي لا يجب أن ننساها بخضم الانشغال السياسي، فنحن مع التطور بالمشروع الوطني شرط ألا يأتي على حساب أمرين أساسيين كما ذكرت، الأمن والمعيشة، لنتأمل كل دولة ناجحة بالعالم ونرى على ماذا يستند رخاؤها؟ الأمن والمعيشة اللائقة بالإنسان، كوريا سنغافورة أوروبا التي حين اهتز أمنها واستقرارها للحظة نتيجة الإرهاب سارعت بعزل السياسة جانباً وفَعَلت الأمن، هذه أوروبا عند الخطر يقفز الأمن بالمقدمة لأنه أساس الاستقرار الذي بضوئه يتحقق الرخاء والمعيشة اللائقة وهذا ما تتطلع له البحرين عشية الاستحقاقات القادمة، فلا يجب أن تلهينا المهرجانات السياسية عن بناء دولة ناجحة.

 

تنويرة:

عدم رؤيتك نور الشمس لا يعني أنها لم تشرق.