زبدة القول

تجبر النظام الإيراني

| د. بثينة خليفة قاسم

النظام الإيراني ينتقم من العالم كله بقتل الأحوازيين العزل دون تهمة أو محاكمة، والعالم صامت صمت القبور.

النظام الإيراني قام بإعدام عشرات الأحوازيين قبل أيام قليلة بدون محاكمة أمام أعين الدنيا كلها، فأين الذين يتاجرون بشعارات حقوق الإنسان ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها بسبب شخص أو شخصين؟ هاهو نظام الملالي يشنق ٢٢ أحوازيا في يوم واحد دون حتى محاكمة شكلية! ويقوم باعتقال ٨٠٠ شخص بينهم ٢٠٠ امرأة.

أين العالم المتمدين من هذا التجبر وهذه الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية؟ الأحوازيون يدفعون ثمن العقوبات الأميركية على نظام الملالي، ونظام الملالي يتخذها فرصة للتخلص من الأحوازيين والتغطية على الأحوال الكارثية التي ألمت بالاقتصاد الإيراني.

قمة الامتهان للإنسانية وكل قوانينها أن يعدم هؤلاء دون محاكمة وأن تقوم الاستخبارات الإيرانية بمنع ذويهم من نشر أخبار عن إعدامهم وإقامة مجالس عزاء لهم! العالم كله يعرف أن النظام الإيراني يقوم بإعدام الأحوازيين دون محاكمات ولا يقوم بتسليم جثث القتلى إلى ذويهم، والعالم كله يعرف أن سجون ملالي إيران بها ٢٦ ألفا من الأحوازيين المعتقلين دون تهمة معروفة، فما الذي يضمن ألا يتم إعدام هؤلاء يوما بعد يوم وإخفاء جثثهم؟

الشيء العجيب هو أن إيران نفسها أعلنت براءة الأحوازيين من حادث المنصة الذي وقع في سبتمبر الماضي والذي تتذرع به لاعتقال المئات والتنكيل بالناشطين وقتلهم، حيث أعلنت رسميا أن المسؤول عن حادث المنصة هو تنظيم داعش الإرهابي وقامت في الوقت نفسه بتنفيذ ضربات صاروخية على مدينة البوكمال السورية للانتقام من هذا التنظيم!

إيران إذا تتخذ من هذا الحادث ذريعة للقيام بعملية تصفية عرقية واسعة ضد العرب الأحوازيين أمام العالم دون أن يتحرك أحد ودون أن تأخذ مأساة الأحوازيين ما تستحقه من الاهتمام من الإعلام العالمي الذي لا يزال يفرد المساحات لقضية خاشقجي ويتجاهل سواها من القضايا الأخرى بما فيها قتل عشرات الفلسطينيين في غزة.

إذا كان العالم قد سكت سنوات طويلة على الأحوال الصعبة التي يعيش فيها الشعب الأحوازي ومنعه من تعلم لغته واتباع إجراءات مستميتة من قبل النظام الإيراني من أجل محو هويته، فليس من الإنسانية أبدا أن يسكت العالم على التصفية العرقية التي تقوم بها إيران ضده حاليا تحت غطاء العقوبات واهتمام الجميع لمصالحه.