سوالف

مترشحون لا يعرفون كتابة برامجهم الانتخابية!

| أسامة الماجد

إذا كان المترشح للمجلس النيابي أو البلدي من غير ركائز أو دعائم أو رسالة، فلماذا من الأساس يترشح ويدخل رقعة أرض لا يعرف عنها أي شيء، وإذا أردت معرفة هؤلاء المترشحين عليك النظر إلى برامجهم الانتخابية واسألهم من وضع لهم البرنامج وكيف تمت صياغته؟ سيقول لك مثل قصص الملاحم أنا وضعته دون مساعدة أحد، لكن في الحقيقة هو لم يضع البرنامج ولا علاقة له أصلا لا من قريب ولا من بعيد بكتابة البرامج لأن بكل بساطة ثقافته محدودة ولأنه بعيد عن العمل البرلماني ولا يفقه في التشريع والاقتصاد والسياسة والقانون، ويوم أمس نشرت الزميلة “الوطن” قصصا وحكايات تم رصدها خلف الكواليس من خلال الاطلاع والتحري عن البرامج الانتخابية لبعض المترشحين بالمحافظة الجنوبية، حيث تبين أن هناك أياد خفية وراء كتابة البرامج الانتخابية لأغلب المترشحين، وهذا يدفع الناخبين للتساؤل عن كيفية قدرة هؤلاء المترشحين تمثيلهم في المجلسين البلدي والنيابي.

شخصيا وقعت في يدي برامج انتخابية لعدد من المترشحين للمجلس البلدي في دائرتي، وأكاد أجزم أن بعضهم استأجر أشخاصا آخرين لكتابة البرنامج، وإذا أردت اكتشاف ذلك قل له أعد علينا نقاط برنامجك الانتخابي وأعطنا شيئا بالتفصيل عن الخطط والبرامج التي تنوي تنفيذها وأساليب الممارسة المتاحة... حدثنا عن مشروعك وطموحاتك الكبيرة والمتنوعة وكيف ستدعم المسيرة الديمقراطية؟ صدقوني ستكون تلك الأسئلة كالألغاز بالمعنى الدقيق للكلمة، ولن يستفيق من شروده إلا بعد ساعات، يترشح للكرسي وهو ضائع ويحسب الأمر بأنه جولة أو نزهة وكل ما عليه هو مسك الفانوس والسير “على البركة” أو “مع الخيل يا شقره”.

ليس تقليلا من أحد لكنها الحقيقة التي تسير في الدرب، مترشحون لا يعرفون أبجديات صياغة برامجهم الانتخابية ويعتمدون على خبرات غيرهم ويريدون في نهاية المطاف أن يكونوا ممثلين للشعب، يا عزيزي فاقد الشيء لا يعطيه ورحم الله امرئا عرف قدر نفسه، ولكن يبدو أن “الكرسي والراتب” هو المحفز بالصوت والصورة.