360 درجة

هل يفوز ترامب بولاية ثانية؟

| أيمن همام

فور إعلان نتائج انتخابات التجديد النصفي الأميركية بدأ الإعلام الديمقراطي الأميركي والإعلام المضاد لترامب في الخارج حملة من التكهنات والتحليلات لخلق صورة ذهنية لدى العالم بأن ترامب سيكون رئيسا لولاية واحدة فقط وسيخسر لا محالة أمام منافسه الديمقراطي أيا كان.

سواء ظل ترامب رئيسا لأميركا لما بعد العام 2020 أو حل رئيس ديمقراطي مكانه، فإن هذا القرار، الذي يحدده الناخب الأميركي، لا يجب أن يشغلنا عن أمورنا والتخطيط لمستقبلنا.

وبعيدا عن التحليلات التي تحكمها العواطف والأوهام بشأن مصير ترامب السياسي، فإن من غير المنطقي اعتبار استعادة الديمقراطيين السيطرة على مجلس النواب مؤشرا على انحسار شعبية ترامب وإيذانا بخروج الرجل الأكثر نفوذا في العالم من البيت الأبيض مبكرا.

تاريخيا لم تعن سيطرة أي من الحزبين على الكونغرس فوز مرشح الحزب بالرئاسة، إذ فاز نيكسون بالرئاسة رغم هيمنة الديمقراطيين الكاملة على الكونغرس بمجلسيه، ولم يفز كارتر بولاية ثانية رغم سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس خلال فترة رئاسته، فيما فاز ريغان بولاية ثانية رغم سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب وبفارق كبير، أما كلينتون فظل رئيسا لفترتين على كونغرس جمهوري بالكامل.

فمنذ نشأة نظام الحزبين سنة 1854 تبادل الحزبان دفة القيادة في الكونغرس، إذ هيمن الديمقراطيون على مجلس النواب على مدار 88 عاما مقابل 76 عاما سيطر فيها الجمهوريون على “البيت السفلي”، بينما تولى الجمهوريون زمام مجلس الشيوخ طيلة 88 عاما مقابل 76 عاما هيمن فيها الديمقراطيون على “البيت العلوي”، ولم يكن لتبادل الأدوار هذا تأثيرا يذكر على السياسة الخارجية لنظام أميركا الرئاسي.

وسواء اتفقنا مع ترامب أو اختلفنا معه، يجب أن نفكر في أنفسنا ومصالحنا وألا نربط مصيرنا بغيرنا.