زبدة القول

مهرجان الأهرام الثقافي في البحرين

| د. بثينة خليفة قاسم

رغم النيران المشتعلة في أرجاء الوطن العربي، ورغم الدماء التي تسيل والخراب الذي أصاب مدنا كثيرة والتشرد الذي يعاني منه الملايين بسبب الحروب والفتن والإرهاب اللعين، جاء مهرجان الأهرام الثقافي الذي أقيم بجامعة البحرين بمثابة بشرى وأمل جديد في عودة الأمة إلى الحياة الطبيعية وعودة الثقافة العربية كأداة للتفاعل والتقارب بين الشعوب.

ذلك المهرجان الذي حضره وساهم فيه العديد من الرموز الثقافية المصرية والبحرينية، وساهم في إخراجه ونجاحه عدد كبير من رجال الدين والإعلام وقدم الكثير من الأنشطة الثقافية التي أعادت إلينا ذكريات المد الثقافي المصري والقوى الناعمة المصرية.

ومن خلال الأنشطة التي قدمت نستطيع أن نقول إن للثقافة والفن دورا مهما في محاربة الإرهاب والطائفية والفتن.

مصر العروبة وبحرين الوفاء... حضارتان ومصير مشترك، تحت هذا العنوان المعبر الجميل جاءت الأنشطة الثقافية المختلفة وجاءت المشاركات والمشاعر الفياضة بين أهل البحرين وأشقائهم المصريين على مدار الأيام الثلاثة التي قضاها المهرجان في جامعة البحرين.

شهدنا معرضا للكتاب ضم خمسة آلاف عنوان، وشهدنا ندوات عن تجديد الخطاب الديني ومحاربة الفكر المتطرف وغيرها من الندوات التي تفاعل معها شباب جامعة البحرين بشكل يدعو إلى الفخر.

شهدنا ندوة عن حروب الجيل الرابع والخطط والرؤى المشتركة لمحاربة الإرهاب وخطورة التطورات الجارية في المنطقة، خصوصا استهداف الجماعات الإرهابية مفهوم الدولة وسعيها لهدم مقدرات الأمة وتفكيكها... أنشطة عديدة وشخصيات رفيعة المستوى من البلدين الشقيقين صنعت هذا الملتقى الذي نتمنى أن يتكرر سنويا.