قهوة الصباح

حمَدنا الله أنك “الحمدُ” (4 - 4)

| سيد ضياء الموسوي

ولله صبرك، وماذا عسى القائد المستنير أن يصنع أو يفعل؟ فهل عليه صناعة المعجزات كي يفهمه الآخرون؟ لم يفهموك يا أبا سلمان، ولن يفهموك، وتلك هي قصة العظماء مع تاريخ الأمم والجهل “ويسألونك عن الحياة، قل هي بجمال يوسف، وحزن أبيه، وغدر أخوته”.

أبا سلمان، وإن أخا مخلصا واحدًا يغني عن ألف صديق. فكيف والمحبون المخلصون كثر؟ فهناك مخلصون يُروْن، وهناك مخلصون جنود مجهولون طيبون وموزعون مخفيون وقد لا يُروْن.

أبا سلمان، قد يحضننا وطن، قد يتلقفنا ترحال، قد نبني غربتنا على جفن، لكنك ستبقى لنا في الحمال كل الوطن. ونراك في الغربة ذكرى الحب والوسن. نتقاسم، نتقاسم الذكريات نوارس وشطآنا وجزرا، نلمح ابتسامتك، تزرع أكثر من أمل، ونراك أكبر ملك وحاكم في كل دار وكل وطن.

ملك، يشع إنسانية، ثقافة، جمالا وخلقا وخلقا، طيارا، خيالا وفوق كل ذلك ملكا وإنسانا.

أبا سلمان، يكفينا فخرا إذا كنا في حضرتك فنحن في حضرة الوطن.

ولك القوافي ينسجها الولاء:

حمدنا اللهَ أنك الـ “حمدُ”.. وأنك للبلوى لنا سندُ

وكل سمير إن بدا فرحا.. من دون سهرك عينه رمدُ

وكل كأس بلا عشق منغصةٌ.. إلا التي في خمرها شهَدُ

وأجملْ بملك أنت حاكمه.. ما أجمل الملك حكمه حمدُ

وكل بلاد لست أنت بها.. تعيسة تبقى هذه البلدُ