زبدة القول

جمال خاشقجي ومسرحيات الجماعة الإرهابية

| د. بثينة خليفة قاسم

ضجة كبيرة تقيمها الجماعة الإرهابية من خلال قناة الجزيرة الناطقة باسمها المروجة لأفكارها وقياداتها حول ما يقال عن اختفاء الصحافي السعودي الجنسية جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول التركية ومحاولة اتهام السعودية بخطف المذكور بطريقة مفضوحة وغير منطقية.

صحيح أن خاشقجي كاتب معارض ومعروف بانتمائه للجماعة الإرهابية وكراهيته العرب وله تاريخ معروف في العمالة لأجهزة الاستخبارات المعادية للعرب، لكن كل هذا لا يبرر أبدا أن يكون ما جرى عملية خطف من قبل السعودية بالذات، فالسعودية ليست بحاجة لخطفه من الأصل، خصوصا بالطريقة التي تم ترويجها بإخراج ساذج من قبل القنوات والشخصيات المؤيدة للجماعة الإرهابية التي تبنت على الفور ما صدر عن البعض في تركيا من أن خاشقجي دخل إلى القنصلية السعودية في إسطنبول ولم يخرج.

لو كانت السعودية بحاجة لخطف خاشقجي، فكان يمكنها أن تفعل ذلك في أي مكان وليس داخل القنصلية، لأنها تعرف أنها ستكون أول من يشار إليه بالاتهام، وإذا كان خاشقجي مخطوفا، فإن الذي خطفه في هذه الظروف يريد أن يسيء للمملكة العربية السعودية من خلال الربط بين دخوله القنصلية وبين عملية الخطف المزعومة.

وإذا كان ما حدث إخفاء من قبل جماعته بشكل مقصود فإن الهدف أيضا الإساءة إلى المملكة العربية السعودية ممن لهم مصلحة في هذه الإساءة، أليس غريبا أن كل ما زعم عن عملية عدم خروج خاشقجي من القنصلية كما دخل منسوب لسيدة اسمها خديجة فقط دون تحديد بقية اسمها ولا عائلتها، يزعمون أنها خطيبة خاشقجي الذي يبلغ من العمر ستين عاما!.