ما وراء الحقيقة

مؤامرة الربيع العربي... الجذور

| د. طارق آل شيخان الشمري

مؤامرة الربيع العربي استهدفت أمتنا العربية الإسلامية، وإذلال أبنائها واستعبادهم وطمس هويتهم الدينية والثقافية والأخلاقية، ونشر ثقافة الولاء والعمالة للمحتل، غربيا كان أم مدعيا للوحدة الإسلامية، فطمس الهوية الدينية هو إحلال دين خميني ينسف هويتنا الإسلامية، وطمس الهوية الثقافية هو التمجيد للمحتل العثماني من جديد حتى نطمس هويتنا الثقافية العربية، وطمس هويتنا الأخلاقية يتمثل بإحلال الهوية الغربية الليبرالية وسيادة ثقافة “البوي فرند” وحقوق الشواذ وإلغاء الآداب الأخلاقية، أما نشر العمالة والولاء فهو ما يقوم به الآن الإخوان المسلمون والحشد الشعبي وحزب الله والحوثيون وعملاء السفارات الغربية، كلهم رأس حربة لتحقيق مؤامرة الربيع العربي التي اشترك فيها كل من أوباما وإدارته وإيران وحزب العدالة وقطر والإخوان المسلمين.

وتعود جذور هذه المؤامرة إلى بداية تسعينات القرن الماضي، حينما أعلن الرئيس بوش الأب تحرير دولة الكويت، من براثن غزو المقبور صدام حسين، فبذلك الإعلان بدأت مرحلة استهداف دول الخليج والعالم العربي، بعد أن كانت دول الخليج وبعض الدول العربية، في صف واحد من القطب الأميركي ضد القطب الروسي أيام الحرب الباردة، ومنذ ذلك الوقت، حاولت الإدارات الأميركية المتعاقبة حتى إدارة أوباما التعامل مع الملف الخليجي والعربي وفق ما تراه مناسبا لمصالحها وكلها كانت مرتكزة على مشروع نشر الديمقراطية بالعالم العربي، فإدارة بوش الابن اخترعت قضية الإرهاب العالمي ممثلة بإرهاب القاعدة من أجل الحرب، والعمل على نشر الديمقراطية بالعالم العربي، بادئة بالعراق بمشروع غبي متعمد ليصبح العراق من الدول التي يتفشى فيها الفساد والعمالة لإيران وسوء الخدمات وانهيار البنى التحتية، ثم جاءت كونداليزا رايس وبشرت العالم العربي بمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي فشل أيضا، وبالنهاية هلل أوباما للمشروع الغبي لنشر الديمقراطية ودعمها ممثلة بما يسمى بالربيع العربي، والذي هو في حقيقة الأمر مؤامرة كادت تتسبب في دمار وانهيار الأمة العربية الإسلامية، لولا تكاتف السعودية ومصر والإمارات والأردن والبحرين، وتصديها لهذه المؤامرة. وللحديث بقية.