فجر جديد

في رثاء محمد بن حويل

| إبراهيم النهام

تذكرتك يا أبا علي وأنا في مكة، وأنا أمام الكعبة، وأنا ساجد، راكع، مبتهل للواحد الأحد القهار.

وأظنك يا صديقي الراحل، تعرف جيدا ما قلته لربي عنك، عن يومياتك، ومواقفك، ودروسك، ومآثرك، وأبوتك اللا نهائية.

ذكرتك بما يجب أن أذكره، دون إضافة، أو نقصان، عن ذلك الأب، والصديق، الذي يهتم دائما، ويسأل دائما، ويعلم، وينصح، ويناصح، بثقافة حياة استمر عليها حتى الرمق الأخير.

حدثته عن ذلك الرجل الذي لا ينسى أحدا، ولا يوجع أحدا، ولا يترك أحدا، إلا وأوجد بحياته بصمة تغيير، تقوده لحياة مغايرة، تماما كما فعلت معي.

ذكرتك يا صديقي، بعد قضاء عام من الغياب الموجع، غير بي ما غير، وأوجد بي ما أوجد، من الثقوب، والنزيف، والفراغ، حزنا لمن عجلت الأقدار برحيله باكرا.

رحمك الله يا أبا علي، واسأله المولى عز وجل، بأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يجمعك بالفردوس الأعلى معي، ومع كل من أحببت وأحبك، وما أكثرهم، وما أوجعهم لغيابك، ولرحيلك.