المرشحون والفوانيس السحرية

| أحمد عمران

أيام قلائل تفصلنا عن التوقيت الرسمي لفتح أبواب الترشح للانتخابات النيابية والبلدية، ليبدأ بعدها نشاط الحملات الانتخابية للمرشحين، لكن ما نلاحظه الآن على أرض الواقع أن المرشحين دقوا طبول المعركة الانتخابية وبدأت سحب شعاراتهم التحليق، وتصريحاتهم باتت تبرق وتلمع، وأفواههم أخذت ترعد وتطلق سيلاً من أمطار الوعود على رؤوس ناخبيهم.

وكما تعودنا في الانتخابات السابقة تكون الشعارات التي يطرحها المرشحون في الغالب جوفاء مدغدغةً للعواطف ومتلاعبةً بالمشاعر، كما تحمل في طياتها وعوداً خياليةً صعبة المنال في الوقت الراهن، خصوصاً في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الدين العام، وكأن المرشحين أصبحوا يمتلكون الفوانيس السحرية بين أيديهم لتحقيق أحلام ناخبيهم فور نجاحهم، حيث يجمعون الطلبات والأماني خلال جولاتهم المكوكية التي تسبق يوم الانتخاب؛ كل ذلك في سبيل كسب أكبر قدرٍ من الأصوات لصالح كلٍ منهم، ولا أعتقد أن يكون النجاح حليفاً لمن يطلق مثل هذه الشعارات والوعود في الانتخابات المقبلة؛ لأن الناخبين أصبحوا على درجة كافية من الوعي والمعرفة بمدى تحقق هذه الشعارات المرفوعة، حيث إن الشعارات والوعود الخارجة عن نطاق الصلاحيات والتي تفتقد للدراسة الواقعية تجعل مطلقيها أضحوكةً ومحطةً للسخرية بين الناس في وسائل التواصل الاجتماعي. ومجتمعنا ولله الحمد مثقفٌ ولا تنطلي عليه أوهام بعض المرشحين، والتجارب السابقة أكسبت الناخبين خبرة تمكنهم من الاختيار السليم والتمييز بين المرشح الصالح والطالح والكفؤ والمتقاعس والقوي والضعيف، وبين من ينفع الوطن ويحافظ على مقدراته ومكتسباته والضار الذي يهدد المقدرات والمكتسبات، بل بات سهلا عليه التفريق بين المرشح الكفء الذي ينوي تطوير ورفعة الوطن والمواطن، وبين المرشح الطامح في تحسين وضعه المادي. اليوم الرهان الأكبر على وعي الناخب لاختيار الأجدر، وليقول بعداً لهؤلاء المرشحين النفعيين ومرحباً بالشرفاء والأوفياء الذين يقدمون مصلحة الوطن والمواطن على مصالحهم الشخصية والبحرين زاخرة بالكثير منهم.