فجر جديد

كلمة استوقفتني للشيخ عادل المعاودة

| إبراهيم النهام

كانت الأجواء قبيل تشييع شهيد المسجد الشيخ عبدالجليل حمود الزيادي رحمه الله، مشحونة، ومكهربة، بشكل لم أره بأي جنازة حضرتها من ذي قبل.

جلس المصلون ووجوههم محتقنة، يكسوها صمت مهيب في مسجد الشيخ خليفة بن علي المكتظ بهم، وهم ينصتون بتأثر لخطبة الشيخ عادل المعاودة، والتي أوجز فيها الكثير عن الفقيد، وعن الأزمة الخانقة التي أوجدها المؤذن القاتل.

وفي سياق حديثه العميق، دعا المعاودة إلى عدم تحميل جالية بأكملها مسؤولية خطأ فرد منها، قائلا “البحرين دولة مؤسسات وقانون، ولأنها كذلك، فإن المخطئ -أيا كان- ستطوله يد القانون، بمسؤولية يتحملها وحده، دون غيره من بني جلدته، وهذا أمر شرعي وأخلاقي قبل أي شيء آخر”.

وتأخذنا ثقافة الكراهية التي ينقاد بها البعض لأزمة 2011 المفتعلة، والتي أوجدت التشطير بالمجتمع، وشجعت للنظر إلى الآخر بناء على طائفته، وأصله، ومذهبه العقائدي، خلافا لأسس الدين، وللمبادئ التي نشأنا عليها، وآباؤنا من ذي قبل.

إن مؤسسات المجتمع المدني، والكتاب، والتربويين، والنواب، وقادة الرأي، ونشطاء التواصل الاجتماعي، لمدعوون للوعي والتوعية قبالة مد ثقافة الكراهية المتصاعد، والذي يستغله خفافيش الليل أسوأ استغلال عند أي بادرة أزمة تعصف بالمجتمع وبأبنائه.