رؤيا مغايرة

إيران وأكذوبة الحوار

| فاتن حمزة

رغم انشغالنا بالشأن الداخلي لبلادنا والحديث عن هموم المواطن وقوت يومه، إلا أننا لن نكون معزولين في كتاباتنا ومغيبين عن الواقع ومتابعة تحركات العدو الحقيقي للمنطقة، فمؤخراً وبسبب الضغوط التي تواجهها إيران والأزمة الاقتصادية الطاحنة، والعزلة جراء برنامجها النووي وخسائرها الفادحة لمليشياتها المسلحة في المنطقة، عادت تطلب التفاوض مع السعودية والدول المسلمة!

لقد أكدت السعودية مراراً موقفها الثابت والرافض لأي تقارب بأي شكل كان مع النظام الإيراني الذي يقوم بنشر الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم والتدخل بشؤون الدول الأخرى، فالسعودية ترى أن النظام الإيراني الحالي لا يمكن التفاوض معه بعد أن أثبتت التجربة الطويلة أنه نظام لا يحترم القواعد والأعراف الدبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية، وأنه نظام يستمرئ الكذب وتحريف الحقائق، وأن المملكة تؤكد خطورة النظام الإيراني وتوجهاته العدائية تجاه السلم والاستقرار الدولي.

من يقرأ التاريخ الإيراني يقف على حقيقة أن عداء الفرس للعرب عداء أزلي لا يتعلق بالدين ولا حسن الجوار، وما يصدر بين الفينة والأخرى من بعض قادة إيران من رغبات في الحوار مع دول الجوار ليس سوى تطبيق لمبدأ الكذب الذي يشتهرون به، وكل ما في الأمر أنهم وعندما تتعثر بعض مراحل تآمرهم وحربهم على العرب، بل الإسلام الحقيقي، يلجأون إلى أمثال هذه الحيل لكسب مزيد من الوقت، فيظن البعض أنها حقيقة.

إيران لا تؤمن بحق الجوار حتى تطلب الحوار، وعلى دول العالم العمل على ردع النظام الإيراني وتصرفاته العدوانية وإجباره على التقيد بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والأنظمة والأعراف الدبلوماسية.