ستة على ستة

“تحدي الكيكي”

| عطا السيد الشعراوي

لا أعرف لماذا استحضرت الممارسات الخائبة التي يقوم بها بعض من يصنفون حاليا بأنهم في تعداد المشاهير من الفنانين واللاعبين وغيرهم، والمعروفة حاليا باسم “تحدي الكيكي”، وأنا أقرأ خبر وفاة الممثلة السورية “مي سكاف” في باريس ونبذة مختصرة عن سيرتها وحياتها.

بون شاسع بين فريق يعيش دعة ويتصرف بلا مسؤولية ويجد سعادة في تقليد أعمى لسلوك خائب لا يسمن ولا يغني من جوع، بل ويحمل مخاطر على حياته وهو يترجل من السيارة أثناء تحركها لا ليقوم بإنقاذ شخص ما أو علاج خطأ معين يستدعي مثلا هذا التهور، إنما “ليرقص” بجوار السيارة وكأنه قام بإنجاز سيسجله التاريخ كراقص على الطرق أثناء القيادة.

الانتشار السريع لهذا السلوك يبين لنا كيف أن البعض يعيش بلا هدف حقيقي في حياته ربما لأنه لا يواجه صعوبات أو ليست لديه رسالة يعمل من أجلها، ويجد متعته في السير وراء الآخرين، في مواجهة نماذج باتت ضئيلة من أمثال السورية الراحلة مي سكاف التي كانت أكثر شهرة من هؤلاء، لكنها لم تلق لتلك الشهرة بالا وانحازت لحياة الجد والتعب وهي تعلم معنى ومخاطر هذا الانحياز في مواجهة نظام غاشم وديكتاتور مستبد بعد أن وقفت في صف الشعب السوري وهبته ضد الظلم منذ البداية ودفعت ثمنا لذلك بأن زج بها في السجن والاعتقال في عام 2011، وابتعدت عنها الأضواء وقاطعتها شركات الإنتاج لمواقفها الإنسانية والأخلاقية، لكنها آثرت الابتعاد خارج البلاد بعد أن اختلط الحابل بالنابل وقفزت الجماعات والفصائل الإرهابية إلى المشهد السوري.

أمر حسن ذاك الذي فعلته وزارة الداخلية المصرية بتحذير القائمين على ما يسمى بـ “تحدي الكيكي” بتطبيق أحكام قانون المرور ولائحته التنفيذية عليهم؛ لأنه يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر إضافةً إلى انتهاك الآداب العامة. يمتلك الغرب الكثير والكثير من الأشياء في مختلف مناحي الحياة منها الضار ومنها النافع، وبعضنا يتسابق في تقليده فيما هو غير مفيد رغم أننا بحاجة إلى تقليده بل ومنافسته فيما هو مفيد، فمتى تستقيم المعادلة ويتزن السلوك وينضبط؟