رؤيا مغايرة

“رقصة كيكي” وتبعية المهزوم للمنتصر

| فاتن حمزة

لا شك أن للمهزوم رغبات تنشأ لمتابعة من غلبه، وهذا ما يؤكده العلم، ولسنا كعرب استثناء من هذه النظرية، فبعد كل هذه الانكسارات التي كان لنا دور كبير فيها، لا نستغرب استشراء ظاهرة التبعية إلى حد التقليد الأعمى للغرب في كل شيء، والمحزن أننا أخذنا منهم ومازلنا أسوأ ما لديهم، وهم أخذوا منا أفضل ما لدينا، ولا أقول مازالوا يأخذون، لأننا لم نعد اليوم نملك في الفضل الكثير ليأخذوه. لن أسرد لكم القائمة الطويلة من السلوكيات، سواء الظاهر منها أو المخفي، فقد أصبحت جزءا منا بحجة التحضّر، ولكن سأتطرق إلى قضية جديدة بدأت تنتشر لدى البعض وهي قضية “تحدي كيكي”.

ولمن يجهل هذا الأمر، هو بإيجاز تحد للرقص على أنغام أغنية لمغني كندي، يدعى دريك، بعد ما نشر حساب لكوميدي مشهور على الإنستغرام مقطعا مصورا لشاب يرقص على أنغام المقطع الذي يقول فيه دريك “كيكي، هل تحبيني؟”، ولهذه الرقصة خطورة كبيرة، فبسببها تعرض الكثير من المشاركين في التحدي لحوادث بشعة ومميتة، منهم من توفى نتيجة مرور سيارة بجانبه بسرعة كبيرة لتطيح به من أمام الكاميرا، وآخر اصطدم بأحد أعمدة الإنارة المتواجدة في الشارع لانشغاله بالكاميرا... أيعقل رغم كل هذا الضرر أن نرى سذجا في وسائل التواصل - منهم مشاهير وإعلاميون من المفترض أن يكونوا قدوة للمجتمع - ينجرفون وراء هذه التصرفات “المهبولة”؟! هل أصبحنا ضعفاء نفوس أمام هذه الهبات والسلوكيات الدخيلة، والتي أصبح من لا يمارسها شاذا وغيره متحضرا، ضاربين الدين والقيم والأخلاق الحميدة عرض الحائط؟!

فعلاً صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: “لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا بذراعٍ حتّى لو دخلوا جحر ضبٍّ تبعتموهم”.