الشيخ الجليل يقول...

| أحمد البحر

بداية وقبل الشروع في صلب موضوع مقالتنا هذه اسمح لي سيدي القارئ أن نقوم معا بتنشيط ذاكرتنا حول مفهوم التميز لصلته الوثيقة بموضوعنا.

التميز يعني أنك خرجت عن المألوف أو تجاوزت حدود التوقعات أو انطلقت نحو الفضاء الرحب للإبداع والابتكار. التميز يعني أنك استطعت النفاذ من قمقم الأساليب التقليدية وهجرت بعض الموروثات السلبية التي أصبحت خارج حدود المنطق والتعقل. باختصار شديد نستطيع أن نقول بان التميز هو تغيير جذري لنمط التفكير وهذا هو المطلب الأساس أن أردنا أن نواكب الحاضر ونخطط للمستقبل.

ضمن هذا السياق أعجبت كثيرا بما طرحه الشيخ الجليل من خلال خطبة الجمعة، فقد تمكن هذا الرجل الكريم وبأسلوبه الجاذب وأفكاره العملية الملتصقة بمجريات حياتنا اليومية وتحدياتها، تمكن وباقتدار من أن يشدني وبقوة ويحتل وبكل أريحية بؤرة الشعور والتركيز لدي.

أورد لك سيدي القارئ بعض ما تطرق إليه الشيخ في خطبته:

•    الموارد البشرية هي أساس التقدم والتطور فيجب الاهتمام بها ورفع كفاءاتها باستمرار.

•    تثقيف وتدريب الشباب للإلمام بمتطلبات العمل وأخلاقياته .

•    ترسيخ قيم الإحساس بالمسؤولية لدى الشباب.

•    الأجر مقابل العمل لذا فالامانه والنزاهة والإخلاص قيم واجبة.

•    تربية أبنائنا على حب العمل وأهمية إتقانه والإبداع فيه.

•    احترامنا والتزامنا بالقوانين والأنظمة يعكس مدى تحضرنا وتقدمنا.

وجدت نفسي مندفعا بعد أتمام شعائر الصلاة نحو ذلك الشيخ الجليل لأحييه واشد على يده وآبارك له مسعاه وأذكر انه كان يكرر ويؤكد وهو يحادثني بان ديننا الحنيف يحثنا دائما على العمل وإتقانه  وطلب العلم والتسامح والانفتاح والإنتاجية...

تذكرت وأنا استمع إلى هذا الشيخ الجليل مقولة للداعية سلمان العوده : “لن نحقق الرقي والحضارة ونحصل على التقدم المعرفي مالم تعمل العقول بالمنهج العلمي الصحيح، ونحررها من الأوهام، وخاصة تلك الأوهام التي تّستحوذ عليها باسم الدين”. ما رأيك سيدي القاري ألم يكن ذلك تميزا ؟؟