فجر جديد

ما ذنب المواطن مما يجري؟

| إبراهيم النهام

تمهر الصحف المحلية هذه الأيام -أكثر من أي وقت مضى- بنشر الأخبار السوداوية، التي تجثم على صدر ابن البلد، لتخنقه، وتقطع أنفاسه.

ولا يمر يوم، إلا وخرجت لنا (مانشيتات)، وعناوين الصفحات الأولى، بالقنابل المدوية، لقرارات، وتصريحات، وتلميحات، ديدنها الوحيد، إزعاج المواطن، وإرباكه، وخلط أوراقه كلها.

ونقرأ أخيرا وعلى مضض، أخبار صناديق التقاعد المتعثرة، المشارفة على الإفلاس، ونقرأ أيضا الحلول الكاوية الضامنة لديمومة بقائها، والتي تعني المزيد من العمل، والجهد، والإنهاك، والاستقطاع من الراتب.

بالمقابل، هنالك المشاكل المستمرة والفائضة لمستشفى السلمانية، وللصيدليات، وهنالك المشاكل المتنامية للقطاع التجاري، وإفلاس التجار، وهنالك أخبار تفكك الأسر، وتوحش المخالفات المرورية، وقطع الكهرباء، وغيرها الكثير من أخبار الشؤم، التي تحاصر ابن البلد، من كل حدب وصوب.

وتأخذنا صفحات بريد القراء تحديداً، لواقع أكثر إيلاما، لأنها –دون غيرها- توجز حال البلد، وابن البلد، بلا رتوش، أو مكياج، أو تطبيل، تنقل صوت المواطن، كما هو، بلا قطع، أو تغيير، أو مونتاج.

ابن بلدي، بات ينشد الاستقرار الاقتصادي والنفسي، خلافاً لأي انشغالات أخرى كانت تزحم يومه، من أخبار السياسة، والنواب، والمنطقة برمتها، ابن البلد قلق، ومتخوف، وباله مشغول، بواقع مرير، أفلس حلوله كلها، ووضعه بمكانة لا يحسد عليها.