ما وراء الحقيقة

الحقيقة الغائبة... ربيع سوريا

| د. طارق آل شيخان الشمري

عندما تم تدشين المؤامرة الكبرى لتقسيم الأمة العربية، من خلال ما يسمى بالربيع العربي، وبترتيب وتنظيم من قبل إدارة أوباما وخامنئي وتنظيم الإخوان ودولة عربية ودولة إسلامية أخرى، وقفت بعض دول الخليج وبعض الدول العربية ضد هذا المشروع، كونها تعلم حقيقته وأخطاره على مستقبل الأمة العربية، وأنه في النهاية مشروع يهدف إلى نشر الفوضى وتمكين الجماعات الإرهابية من إيجاد أرض خصبة لممارسة أفكارها الإرهابية، إما تحت ستار الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان، أو من خلال أفغنة البلد العربي، ناهيك طبعا عن إعادة تسليم العالم العربي لأحلام العنصريين المجوس والعثمانيين الجدد، ومن الدول التي وقفت ضد هذا المشروع القذر والنتن، السعودية والبحرين والإمارات ومصر والأردن، وتم بفضل الله أولا إنقاذ مصر ثم تونس ولكن مع الأسف، لم يستطيعوا إنقاذ ليبيا التي لا تزال تعاني من آثار هذا المشروع حتى الآن.

لكن وبكل مرارة، حينما استمر المشروع التآمري ووصل إلى سوريا، وجدنا أن هناك من قام بدعم ما يسمى بالثورة السورية، وماذا كانت النتيجة بعد سنوات من الدمار ودعم الربيع السوري؟ كانت سوريا قبل الربيع دولة موحدة، لم يتمكن العنصريون المجوس ولا العثمانيون الجدد من المساس بأرضها أو سيادتها، أما الآن وبعد ما يسمى باتفاق أستانة المشؤوم،  الذي مثل “سايكس بيكو” جديد لسوريا العربية؟ فالنتيجة يا عرب هي احتلال سوريا من قبل طرفين، كل طرف طوال سنوات الحرب يدعي نصرة سوريا والدفاع عنها، ليقوم الآن بتقاسم سوريا العربية: طرف يحتل شمال سوريا بدعوى مكافحة الإرهاب، وطرف يحتل وسط وشرق وغرب سوريا بدعوى مكافحة الإرهاب!.