زبدة القول

الموقف السعودي تجاه الأردن

| د. بثينة خليفة قاسم

شعرت بسعادة كبيرة لهذا التحرك السعودي المشرف للوقوف إلى جوار المملكة الأردنية الشقيقة في الأزمة التي تمر بها حاليا والتي أدت إلى تغيير الحكومة وتشكيل حكومة جديدة هناك، فهذه الأزمة التي حلت بالأردن تستحق هذا التحرك الذي جاء في الوقت المناسب تماما، نظرا لخطورة هذه الأزمة والتطورات والتبعات التي تترتب عليها، ليس على الدولة الأردنية فحسب، لكن على ما تبقى من الأمن القومي العربي، فلا قدر الله، إذا حدث مكروه للأردن، سيكون بمثابة تدمير لركن جديد من أركان الأمة وسوف يندم الجميع يوم لا ينفع الندم.

وإذا كانت الأمة العربية تريد أن تتعافى وتعود من جديد بعد الذي حل بها من خراب ودمار وضياع لمقدراتها، لا يجب أن تسقط، لا قدر الله، أية دولة عربية جديدة، لأن أي سقوط جديد معناه أننا سنبقى في دائرة من العنف والضياع.

صحيح أن النهايات لا تزال مفتوحة بالنسبة لسوريا وليبيا، لكننا على أمل أن تلتئم هذه الدول خلال عام أو عامين، وبالتالي لا يجب أبدا أن نترك دولة عربية أخرى تدخل في النفق المظلم.

وعودتنا المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى القيام بدورها العظيم تجاه الأشقاء في لحظات الخطر، وتعودنا أن تكون مكة فأل خير في مداواة الجروح، فلا ننسى اتفاق مكة الذي داوى جراح لبنان وحفظها من الدائرة الجهنمية للطائفية، ولا ننسى أيضا وقوفها إلى جانب البحرين في لحظة الخطر، فشكرا للمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على دوره التاريخي تجاه قضايا الأمة.