نقطة أول السطر

لا يصوب الأمور سوى خليفة بن سلمان

| أحمد جمعة

تعلمنا خلال الرحلة الطويلة المضنية بالمسؤولية والجرأة والبسالة من سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله معنى الصدق والشجاعة والجسارة في مواجهة الحقيقة مهما صعبت وتعقدت، تعلمنا من سموه أن الحكم والمسؤولية يتطلبان أكثر من مجرد منصب أو كرسي أو مكانة مهما علت أو صغرت، تعلمنا منه أن الدولة وبيت الحكم ومن فيه من نواب ووزراء وشوريين وصفوف طويلة من قائمة المراكز والمناصب الرسمية ليست مجرد وجاهة وتباهي ونفش الريش أمام المواطنين، فهمنا وأدركنا منذ عملنا معه واقتربنا وحاذينا سموه في كل المواقف والمواسم والتحديات أن الحكم والمسؤولية الصدق والجسارة ومواجهة الحقيقة مهما كان لها من هيبة تخضع في النهاية لجرأة الحاكم والمسؤول في اتخاذ القرار والدفاع عنه، فكم من القرارات التي اتخذتها الدولة لم تجد من أصحابها الشجاعة للوقوف والدفاع عنها؟ إلا حين يبادر خليفة بن سلمان نيابة عن المسؤولين في معالجة الأخطاء وتحمل المسؤولية والوقوف بوجه الريح رغم أنه لم يكن بأي حال مسؤولا عن تلك القرارات والمواقف المتسرعة، وكثيراً ما واجه بنفسه الطوفان وتصدى للعواصف التي تسبب بها غيره، وهذا هو معدن الحاكم والمسؤول الذي ترتقي به الدول وتحفظ من خلاله استقرارها.

ففي الوقت الذي تتجه فيه غالبية المسؤولين عندنا، بمن فيهم الوزراء والنواب والشوريون وغيرهم، للتعاطي مع المواطن باعتباره مجرد كائن يمكن خداعه بالكلام وتمرير كل ما يمكن من وراء ظهره وذلك لوجود عجز في قنوات التواصل بين المواطن وهذه الأجهزة المغيبة في عالم من العزلة والتحصن والتخندق يذكرنا بثكنات الجيوش التي لا يمكن اختراقها فهكذا هو حال بعض الوزراء وأغلب النواب وغالبية الشوريين، الذين انتهجوا ببساطة وبلا شجاعة التعالي ونهج الأبواب المغلقة والهروب للأمام من المسؤولية وعدم المواجهة مع المواطن والتحلي بالجرأة في الدفاع عن أغلب قراراتهم المعقدة التي تتخذ ثم لا تجد من يدافع عنها أو يملك المواجهة مع المواطن، حتى إذا ما بلغت العاصفة ذروتها وعصفت بالأخضر واليابس، حينها لم تجد من يكسرها سوى رجل الصعاب خليفة الذي تذكرنا الأحداث التاريخية بالعام 2011 حينما تنصل الجميع من الطوفان وتركوا البلاد في مهب الريح والشوارع والميادين تحت حكم الغوغاء وأغلق الجميع عليهم الأبواب ولاذوا بالهروب لم تجد البلد ولم ير الشعب سوى هذا القائد أمامه رغم أن الأسباب والحيثيات التي قادت لتلك المحنة لم يكن هو المسؤول عنها بل هو أول من حذر ونبه منها قبل وقوعها وفي النهاية هو من أطفأ النار وأخمد الفتنة.

اليوم يتقاذف المسؤولون كرة المسؤولية تجاه الكثير من المواقف للأسف الشديد رغم الدروس والتجارب، ومازال من يتصدى للطوفان خليفة بن سلمان، فقدره أن يُطفئ حرائق تسبب غيره بها.

 

تنويرة: لا تحط من شأن الجبل بعض الحجارة بأسفله.