زبدة القول

السفير الأميركي في إسرائيل

| د. بثينة خليفة قاسم

السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان ظهر في صورة وهو مبتسم وأمامه صورة أعدها له بعض المتطرفين الصهاينة لمدينة القدس الشرقية وقد حذفوا منها صورة المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ورسموا مكانها الهيكل اليهودي المزعوم، وكان ذلك خلال حضور السفير حفلا في إحدى الجمعيات الصهيونية.

وعندما ثار الفلسطينيون ونددوا بظهور السفير وأمامه صورة مزورة تسيء للفلسطينيين وجميع المسلمين ووصفوا تصرفه بالحقير، ردت السفارة الأميركية بأن السفير خدع ولم يكن يعرف محتوى الصورة وأنه شعر بخيبة أمل لتوريطه في هذه الصورة.

إذا كنت تدري أيها السفير فتلك مصيبة لا تفوقها إلا مصيبة نقل السفارة الأميركية للقدس، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم... إذا كانت أميركا قد سمحت بتزوير التاريخ كله وتنكرت لكل المواثيق الدولية وداست على مشاعر العرب والمسلمين، فما الذي ستضيفه خريطة مزورة على صدر السفير الأميركي؟

أميركا تخلت عن دور صانع السلام وانحازت إلى اليمينيين المتطرفين وأشعلت النار من جديد في فلسطين، وفي الوقت الذي كانت ابنة ترامب وزوجها يحتفلان مع نتنياهو بافتتاح السفارة، كانت بنادق جنود جيش الاحتلال تحصد أرواح الفلسطينيين في مذبحة تهين الإنسانية كلها. فهل بعد كل هذا الذي حدث سننشغل بخريطة مزورة وضعها متطرفون على صدر سفير الولايات المتحدة؟