زبدة القول

إيران وتضييق الخناق

| د. بثينة خليفة قاسم

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة ستفرض على إيران عقوبات لم يسبق لها أي مثيل، وهدد بأن الولايات المتحدة ستعمل على إسقاط النظام الإيراني، وبالطبع ردت إيران بغطرسة كالعادة في محاولة بائسة لمخاطبة مشاعر المسلمين هنا وهناك.

ويبدو أن ملالي إيران سيدفعون ثمنا هذه المرة، خصوصا أن الرئيس الأميركي الحالي لا ينظر كثيرا لعواقب قراراته التي يتخذها، فهو الرئيس الأميركي الوحيد الذي تجرأ وأعلن نقل السفارة الأميركية للقدس رغم أن كل من سبقوه أعطوا وعودا بذلك، لكنهم عند لحظة معينة ترددوا وأجلوا قرارهم هذا، وهو الرئيس الذي لا يقيم وزنا لمصالح أحد سوى أميركا، فحتى حلفاء أميركا “الأوروبيين” تعرضت اقتصاداتهم للخسارة بسبب قرارات ترامب الجريئة، ولم يجدوا أمامهم سبيلا سوى وقف تعاملاتهم التجارية مع إيران ووقف اتفاقاتهم الخاصة بالتنقيب عن الغاز استجابة لقرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

ومن الممكن أن تكون إيران هي نصيب ترامب من الحرب، خصوصا أن إدارة ترامب تقع بكاملها تحت سيطرة مجموعة من أنصار إسرائيل وفي مقدمتهم صهره كوشنر، ممن يوجهون قراراته لصالح إسرائيل التي لن تسكت بدورها حتى تجر إيران إلى الحرب إذا ما أصرت على البقاء في سوريا.

الخناق يضيق على الملالي ولن ينفعهم أحد، بعد أن عاثوا في المنطقة كلها فسادا، ولم يسلم من عبثهم مكان حتى الأماكن المقدسة والمشاعر الحرام، إيران تطعن العرب في ظهورهم وفي نفس الوقت ترفع شعارات كاذبة حول القدس لتدغدغ مشاعر المسلمين، لكن لم يعد هناك من يستمع للشعارات وسوف يدفع الملالي ثمن عبثهم.