ما وراء الحقيقة

الخمينية... الفكر والآيديولوجية (1)

| د. طارق آل شيخان الشمري

لابد لنا دائما من تشخيص ودراسة جوهر وخلاصة أي فكر له علاقة بالتاريخ السياسي، واستنتاج ما يحويه هذا الفكر من مخاطر وتهديدات قد تلحق الأذى والتخريب والدمار بعالمنا العربي ووحدته وهويته وتاريخه وثقافته، حتى لا نفاجأ بخطر هذا الفكر وحتى نستطيع التصدي له ومواجهته قبل أن يستفحل وينتشر كالسرطان في جسد الأمة العربية، وتصبح أسيرة ومشلولة له، ومن هذه الأفكار والآيديولوجيات التي يجب علينا التوقف عندها ومعرفة خفاياها وأهدافها وسمومها ما يسمى بالثورة الإسلامية في إيران، فمنذ أن بدأت الثورة الطائفية العرقية الخمينية في إيران ونجحت في إسقاط الشاه بمساعدة الغرب، لإيجاد خنجر في قلب الأمة العربية، كما إسرائيل في خاصرة هذه الأمة، كان أساس وجوهر فكرها يرتكز على العمل بشتى الوسائل الممكنة على تحقيق مبدأين أساسيين لا ثالث لهما، أولا التفوق الفارسي في منطقة الشرق العربي، فقد كان هذا الهدف بمثابة إعادة خلق عرق اندثر ومات على يد العرب المسلمين الذين أطفأوا نار كسرى وملكه وتاريخه، وانهارت بعد ذلك ما تسمى بحضارة المجوس، وعملت هذه الثورة العرقية الطائفية، وبشكل خفي طبعا لا تستوعبه العقول الصغيرة والسذج والعملاء من العرب، على سيطرة العرق الفارسي بكل ما يحويه من تاريخ وهوية، منذ سيطرة الآيديولوجية المجوسية على البقعة الجغرافية حتى وصول الخمينية إلى سدة الحكم، ولكن تحقيق هذا الهدف كان ضربا من الجنون وكان من المستحيل تحقيقه بهذا الشكل الفاضح، من دون لباس أو ثوب تتخفى فيه آيديولوجية إعادة أمجاد وتاريخ اندثر، لأن الأمر سيثير طبعا حفيظة العرب بشكل علني، وتصبح المواجهة العربية الفارسية واقعا حقيقيا.