مجلس الرئيس... صحة المواطن أولا

| د. عبدالله الحواج

مع مطلع شهر رمضان الفضيل تعودنا أن تكون لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه مكارمه الحميدة وتوجيهاته المباركة السديدة، وقراراته القاطعة في كل محفل وكل مجال، فما بالك لو كان الأمر متعلقًا بصحة المواطن، بقدرته على مكافحة المرض والانتصار على تداعياته الرهيبة، بالتأكيد سيكون الأمر مختلفا، فالتوجيه السامي كان قاطعا، والإشارة بضرورة توفير الدواء باعتباره حقا لكل مواطن كان في صورة قرار قاطع لا تأويل فيه ولا تأجيل.

بالأمس وجه سموه وزارة الصحة للإسراع في اتخاذ مختلف التدابير والإجراءات اللازمة لتوفير جميع الأدوية لعلاج الأمراض كافة حتى تلك التي ترتبط بنقل وزراعة الأعضاء.

التوقيت كان عبقريا مع إشاعة حالة من الجدل بشأن جدول الأولويات الذي يتحكم في نوعية الأدوية المطلوبة، وتلك التي يمكن النظر فيها “فيما بعد”.

هنا لم يتحمل سموه أن يحرم أي مريض من أي دواء مهما كانت المبررات منطقية، أو ترتيب الضرورات مدققا، أن الدواء وكل دواء مهم، وأن العلاجات كافة ضرورية حتى لو لم يكن بالبحرين انتشار لمرض ما لا قدر الله؛ أن الإنسان هو الثروة الحقيقية لكل زمان وفي كل مكان، وصون صحته رسالة مقدسة لا تقبل القسمة على أية أرقام وأية اعتبارات، وأن عملية البناء وتحقيق النماء والازدهار لا يمكن لهما أن تتحققا إلا لو كان الإنسان سليما معافى، قويا قادرا، عفيا مهابا.

لذلك خرج التوجيه السامي الكريم يوم أمس، وكأنه قرار بقانون، التزاما موضوعيا مع المواطن الباحث عن البقاء والنماء، عن السلامة والعافية، عن الطمأنينة والأمان، ولا أظن ولا أحد غيري يظن أن الأمم السليمة تنمو إلا بالعقول السليمة، وأن العقل السليم يحتاج إلى جسد سليم، لم تكن مفاجأة لي شخصيا أن يستهل الرئيس القائد الشهر الكريم بتوجيهه السامي بأن يكون توفير الدواء وكل دواء قرارا لا يخضع للفحص أو التدقيق، إلا في الحدود التي ترتبط بالجودة والصلاحية والكمية التي تحتاج إليها أسواقنا المتنامية باستمرار.

يقول البعض: لم يكن في الإمكان أفضل مما كان، لكن سموه يعرف دائما أنه في الإمكان الأفضل، وفي الإمكان الأرقى، وفي الإمكان الأبدع، إن مملكة الخدمات الممتازة، تأتي من منطقة يرتفع فيها الوعي التنموي عن ما عداه من سلالم أولويات، فيتقدم البشر كل الخطط المستدامة، ويتراجع كل شيء ربما أمام حاجة هؤلاء البشر في تعليم أرقى وصحة أفضل، هما الموردان غير الناضبين، وهما المحركان الأساسيان لمقود الحضارة في الدول التي تسعى لتنهض، وتفكر لتبقى، وتمضي دائمًا إلى الأمام ولا تنظر أبدا إلى الوراء.