رؤيا مغايرة

إعادة بناء الفرجان... “ولهان يا محرق”

| فاتن حمزة

طرح محافظ المحرق سلمان بن هندي على أهالي المحافظة الذين تجمعوا في المجلس الأسبوعي قبل أيام تفاصيل تتعلق بمكرمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإعادة بناء فرجان المحرق، مؤكدا أن هذا المشروع لن يغفل كل التفاصيل الرامية إلى عودة الأهالي الذين هجروا المحافظة إلى محافظتهم من جديد، مؤكدا أنه يعد مشروعا ضخما وسينفذ على مراحل، وسيمنع المشروع بناء مساكن للعمال العزاب الأجانب داخل الأحياء التي ستتم إعادة بنائها.

لا ينبغي إغفال الجانب البشري من هذا القرار، ففرجان المحرق تحتاج إلى العودة بكامل ظروفها التاريخية والاجتماعية، ويجب أن يشمل تنفيذ هذا القرار إعادة الصور التقليدية لهذه المعالم من خلال عودة الروح التي كانت سائدة في تلك الأزمنة، حينما كنا نلتفت يميناً أو شمالاً كنا نجد ذلك العبق الذي يشدنا إلى هذه الأرض الطيبة بكل ما تحمله من تراث وعادات وتقاليد كانت مضرب الأمثال.

نعم تلك الصورة التي يجب أن تعود وتحقق رغبة جلالة الملك، حيث ما نراه اليوم هو زحف خليط من أجانس بشرية لا تمت إلى تلك الفرجان بصلة، خليط حول ذاك التاريخ إلى عشوائيات أضاعت ملامحها، ولا يكاد يتعرف عليها حتى سكان تلك الديار الذين عاشوا فيها في الزمن الطيب، بل لا تكاد تجد فيها وجوها مألوفة تعرفها وتعرفك، كانت تملأ دروب تلك الفرجان بالحيوية ورائحة الإنسان البحريني، ليصدق فيها قول شاعرنا المحبوب الشيخ عيسى بن راشد “ولهان يا محرق... وآدور في السكّة ما حد عرفني فيج يا محرقّ”... كل الشكر والامتنان إلى جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء حفظهما الله على توجيهاتهما السامية، ودعواتنا للبحرين بمزيد من النهضة والتقدم والازدهار.