زبدة القول

مأساة “مائدة شعباني”

| د. بثينة خليفة قاسم

مائدة شعباني مواطنة أحوازية تعرضت لما لا يتحمله إنسان من تعذيب وانتهاك لحرمة البشر وكرامة الإنسان، مأساتها مثل مأساة المئات من الأحوازيين الذين خرجوا مدافعين عن وجودهم وتاريخهم الذي يتعرض للمحو وقوميتهم التي تتعرض للتصفية من قبل السلطات الإيرانية التي تتعامل معهم بلا إنسانية، ولا تعير اهتماما لأية مواقف عالمية ترفض عمليات التنكيل اليومية التي يتعرض لها الأحوازيون.

تهمة عرب الأحواز التي يتعرضون للتنكيل بسببها حاليا، هي أنهم يرفضون محو إقليمهم الذي هو الأغنى بالثروات من بين الأراضي الإيرانية من على الخريطة! هذا بالضبط ودون مبالغة هو السبب الذي من أجله تم اعتقال النساء والأطفال وصعقهم بالكهرباء والاعتداء عليهم جنسيا ولف أسلاك حول رؤوسهم وتهديدهم بالتعذيب بالصعق إذا ما تكلموا مع أحد حول مأساتهم.

مائدة شعباني التي تعرضت للأذى بكل ألوانه وانتهكت إنسانيتها تهمتها قصيدة شعر ألقتها ودافعت فيها عن وجودها وقوميتها، فأخذت إلى المعتقل وتعرضت لما تعرضت له، شأنها شأن مئات النساء اللاتي يعتدى عليهن جنسيا من نظام الملالي الذي يتستر بالدين في مواجهة العالم وخداع المسلمين.

فمن للأحوازيين في هذا العالم المضطرب؟ ولماذا لا يقف العالم وقفة إنسانية لأجل هؤلاء المعذبين بلا جريرة من قبل نظام يتدخل في شؤون جيرانه من زاوية المذهب أو الطائفة ويشعل الفتن لدى غيره باسم الأقليات وهو الذي يفعل ما في وسعه بكل قسوة لإلغاء أي وجود للعرب في إيران؟.