رؤيا مغايرة

تقرير “ العمل” عن القطاع الصحي... ثم ماذا؟

| فاتن حمزة

قالت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية إن نسبة البحرنة الإجمالية حالياً في القطاع الصحّي الخاص بلغت (23 %)، ما يعني أن الأجانب يشكّلون (77 %) من المؤسسات الصحيّة الخاصّة.

هناك تساؤلات كثيرة تحتاج إلى إجابة، ولا أظن أننا سنجد لها إجابة شافية توضح حقيقة الأمور، ترى هل انتهى دور وزارة العمل بحجمها الكبير بمجرد تقديم أرقام ونسب يحسن تقديمها أصغر مُلم بالكمبيوتر؟ هل أصحاب هذه المهن يتمتعون بخبرات ومهارات لا يحسنها عشرات البحرينيين المؤهلين الباحثين عن عمل؟ هل هناك شبهة وراء هذه النسب الكبيرة؟ هل هناك متابعة من الجهات المعنية للتأكد من مؤهلات هؤلاء؟ هل نسبة البحرنة في هذا القطاع عملية ومنطقية حتى نقول إن هذا القطاع حققها؟ ترى هل كانت الدراسات غائبة حتى تقوم هيئة تنظيم سوق العمل الآن بدراسة نسبة البحرنة في القطاع الطبي وغيرها؟! إن ظاهرة استجلاب الأجانب تحت مسميات شتى والاعتماد عليهم، لها جوانب سلبية ربما تفوق المنفعة المرجوة منها، وعلى رأسها التحويلات المالية فضلاً عن المظاهر السلبية الناتجة عن اختلاف الثقافات والعادات. نأمل أن يتم الالتفاف حول الكوادر البحرينية والاعتراف بكفاءتها ومنحها الفرص بدل الاستعانة بالأجانب، يجب منح الوظائف للجديرين بها ممن يمتلكون القدرات الكافية. أمور كثيرة تتطلب المتابعة والتحقق منها حفاظاً على المصلحة العامة، لا ننكر وجوب تطبيق السياسة المرنة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، ولكن بضوابط، حتى لا نكون كمن يحرق ديناراً في الظلام بحثاً عن درهم.