ما وراء الحقيقة

تقاسم النفوذ الثلاثي

| د. طارق آل شيخان الشمري

حينما استحدم نظام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد الجماعات الإرهابية، ومنها فلول النصرة وجيش الإسلام، كان من ضمن الضحايا العشرات من المدنيين والأطفال والنساء، الذين استخدمتهم هذه الجماعات دروعا بشرية بشكل غير مباشر، ومع الأسف فإن هذا النظام لا يعرف معنى التفريق بين الجماعات الإرهابية والمدنيين، لكن الضوء الأخضر الذي تم إعطاؤه لبشار بعد قمة أنقرة الأخيرة التي جمعت إيران وتركيا وروسيا، وأرسلت رسالة غير مباشرة له بأن كل شيء حلال لديه، طالما أن إيران تسرح وتمرح بحجة محاربة الإرهاب، وتركيا تتمركز في الشمال السوري بحجة محاربة الإرهاب، وروسيا تقصف بلا هوادة بحجة محاربة الإرهاب!  

تشعر إدارة ترامب بأن الامبراطورية الأميركية، منذ إدارة أوباما، تسير نحو بداية الهاوية بشكل واضح، خصوصا بعد وصول الروس إلى مياه البحر المتوسط واستقرارهم في دولة عربية، حيث ستكون لهم قاعدة أبدية ومنطلقا يهدد مصالح واشنطن في المنطقة، وكانت تعتبر ضمن نفوذ الولايات المتحدة، مع اقتناع ترامب طبعا بأنه لن يستطيع إخراجهم منها للأبد، لا هو ولا إدارة أي رئيس قادم، هذا بالإضافة إلى أن تركيا ستستمر بالتمركز في الشمال السوري، ناهيك طبعا عن الرؤية الإيرانية التي تريد من العراق وسوريا ولبنان أن تكون وقودا للهلال الخميني، وكل هذه الدول الثلاث هي الدول التي تقاسمت سوريا واحتلتها وثبتت أقدامها، لمنع أية قطعة كعكة سورية قد تقضمها إدارات واشنطن ولندن.