ما وراء الحقيقة

اتفاق أستانة... الهدف الخفي

| د. طارق آل شيخان الشمري

خلال مراحل الأزمة السورية، ظهرت على الساحة الدولية ملامح اجتماع سمي “قمة أستانة”، ضم كلا من روسيا وإيران وتركيا، وكانت الدعوة العلنية لهذا الاجتماع مناقشة الوضع السوري، ومحاولة إيجاد أفضل السبل لحل هذه الأزمة، وعلى الخط نفسه، كانت هناك اجتماعات في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، لمناقشة الأزمة السورية بمشاركة كبيرة من القوى العظمى وبعض الدول التي لها علاقة بالأزمة، بالإضافة إلى المعارضة السورية، حيث خرجت اجتماعات جنيف بعدة قرارات وتوصيات لم يتم الالتزام بها كليا لا من قبل المعارضة ولا النظام السوري، وسط اتهامات متبادلة من قبل الطرفين بإفشال تلك المقررات. 

ولو نظرنا إلى هوية وطبيعة اجتماعات جنيف، سنرى أن الأمم المتحدة هي الحاضن والراعي لهذه الاجتماعات، حتى لا تكون هناك هيمنة من أية دولة تستخدم طرفها المفاوض، لتحقيق أجندتها ومصالحها، بمعنى أن جنيف حاولت منع التلاعب بمصالح الشعب السوري وجعله رهينة لمصالح أي بلد خارجي، وفي هذه الأثناء، وجدت كل من تركيا وروسيا وإيران، أن مؤتمرات جنيف سوف تجعل مسؤولية سوريا تحت رعاية ووصاية الأمم المتحدة، لهذا عمدوا إلى عقد حلف ثلاثي يهدف إلى تحقيق مصالحهم، بعيدا عن مشاركة الأمم المتحدة والدول الأخرى، فروسيا ستستفيد من وجود دولتين معها في إدارة الملف السوري، وإيران ستجد معها دولتين يمكن من خلالهما إسكات الأصوات التي تقول إن إيران تريد احتلال سوريا، أما تركيا فبوجود عدوين لأميركا، إيران وروسيا، يمكن أن ترسل رسالة لواشنطن مفادها أن لدينا حلفاء غيركم، علاوة على أن هاتين الدولتين تدعمان أنقرة ضد أكراد سوريا... الخلاصة وزبدة القول، إن اتفاق أستانة هو سايكس بيكو لاحتلال سوريا، سيدمره الله ويرد كيدهم إلى نحرهم.