ليس الريال الإيراني فقط!

| فلاح هادي الجنابي

هناك الكثير من القلق والتوجس والخوف الذي يحيط بالملالي الحاكمين في طهران من وراء استمرار انخفاض قيمة الريال الإيراني بوتائر غير عادية خصوصا مع ازدياد التكهنات بشأن إلغاء الولايات المتحدة الأميركية الاتفاق النووي، ومرة أخرى وبعد أن ساهمت الأوضاع في عهد أوباما بتحقيق شيء من التقاط النفس للاقتصاد الإيراني وتراجع نسبي للتضخم، فإن استمرار تراجع قيمة صرف الريال، يدفع بقوة لعودة شبح التضخم بصورة أسوأ من السابق بكثير. المشكلة الكبيرة التي تبرز ككابوس لنظام الملالي، أنه وفي ظل الأزمات المتفاقمة بوجه النظام ولاسيما الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها بشدة، فإنه ليست لديه أية خيارات من أجل معالجة ما سيتداعى عن انخفاض قيمة الريال الإيراني، وذلك ما سيتسبب بالضرورة بإضافة ثقل جديد إلى كاهل الشعب الإيراني المنهك أساسا بسبب السياسات الفاشلة للنظام التي كانت ولا تزال تضع مصلحة النظام فوق كل اعتبار، والشعب الإيراني لم يعد هو الآخر ينتظر تغييرا إيجابيا في سياسات ونهج النظام بقدر ما يتطلع إلى تحقيق التغيير الجذري في النظام نفسه بإسقاطه. تصاعد الاحتجاجات واستمرارها على الرغم من كل الممارسات القمعية ومن تشديد النظام إجراءاته التعسفية، يؤكد هو الآخر وعلى الجبهة المضادة أن الشعب الإيراني مل تماما من المراهنة على نظام فاشل ومنخور من الداخل بسبب الفساد الذي يطحن به طحنا، والشعب الذي وجد في النهاية عدم وجود أي حل للمأزق الإيراني إلا بإسقاط النظام، تماما كما دعت وتدعو منظمة مجاهدي خلق منذ أعوام طويلة وتؤكد على ذلك باستمرار، فإن التقاء نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية مع نضال منظمة مجاهدي خلق النابع أساسا من أعماق نضال الشعب، يعني أن الطريق صار واضحا تماما ولم يعد الأمر كما كان الحال بعد انتفاضة عام 2009، ذلك أن انتفاضة 28 كانون الأول المنصرم، كانت انتفاضة من أجل التغيير من الأساس وليس مجرد احتجاج عفوي اتسعت دائرته كما كان الحال مع الانتفاضة السابقة، وهذا هو سر استمرار الاحتجاجات في سائر أرجاء إيران وعدم انقطاعها مع كل تلك الإجراءات المشددة من جانب النظام. الأوضاع المختلفة في إيران فيها تراجع مستمر وكذلك الأمر بالنسبة للريال الإيراني حيث يشكل ذلك بداية مرحلة صعبة جديدة للنظام، ولكن الحقيقة التي يجب أن نعرفها جيدا هي أن النظام من يتقهقر وليس الريال الإيراني والأخير سيسترد عافيته تماما مع سقوط هذا النظام المتخلف. “الحوار”.