نقطة أول السطر

قيمة المواطن في وطنه

| أحمد جمعة

روى سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء حفظه الله في مجلسه العامر عن مواطن عرض شكواه بشأن مرور سنوات على عدم تحسين وضعه في العمل، وذكر سموه أنه رغم وجود مشرف ومدير ووزير لهذا المواطن ويمكنه التدرج بعرض مشكلته لكن جاء إلى سموه وعرض الأمر، وقال سموه أنا يهمني أن أسمع من المواطنين وحل مشكلاتهم، وهنا أتوقف لأتأمل مغزى كلام سمو رئيس الوزراء، فهو يحمل رسائل عدة ويجسد سياسة حكيمة ركيزتها الأساسية حل معاناة المواطنين وقبل ذلك الاقتراب منهم والتعرف على مشكلاتهم، القاعدة الأخرى في هذه السياسة أن باب سموه مفتوح للجميع وقلبه يتسع للجميع ولا يوجد مواطن يهضم حقه وسموه موجود وهذه رسالة للمسؤولين بمنع الظلم عن أي مواطن، هذا المغزى من كلام سموه، فهناك أمور لها علاقة بكرامة المواطن وحقه في العيش وهي من أولويات سموه ولا يمكن التهاون فيها وهذا ما دأب عليه دائماً، فهذا المواطن الذي جاء وعرض مشكلته مع العمل وتأخر تحسين أوضاعه لم يأت لولا يأسه وانسداد الأبواب أمامه، وحتى لو افترضنا أن هذا المواطن تجاوز رؤساءه في العمل إلا أن مجرد عرض حالته على قائد هذا الشعب يؤكد ثقته في قائده وحكومته وهذا مغزى آخر أردت الوصول إليه. طبعاً البحرين اليوم بألف خير، وتعافت من كل ما جرى في الماضي الذي لن ننساه حتى لا يغيب الدرس عنا، ولكن بالوقت ذاته نبدأ حياة جديدة ومسيرة قائمة على الثقة والأمن والصراحة والإخلاص والولاء للوطن والقيادة، خصوصا أننا على أبواب خير قادم بعد صبرٍ وانتظار وعمل دؤوب استطاعت خلاله البحرين الفوز بأكبر حقل للنفط، ورغم تكلفة العمل وما ينتظرنا من تضحية واستحقاقات لبلوغ مرحلة الإنتاج والتصدير إلا أن ذلك مؤشر على أن الأيام القادمة ستكون محل تفاؤل وخير وعطاء ونأمل من الدولة خلال هذه الفترة أن تنظر للمواطن نظرة قائمة على تقدير صبره ومعاناته وولائه وإخلاصه الذي أثبته في كل المواقف التي جسد فيها هذا المواطن بشرف ولاءه لتراب أرضه وثوابته لبلده وقيادته ويستحق كل الخير والعطاء ليوازي في مستواه مستوى أشقائه في المنطقة، فلا يخفى على أحد أن البحرين بإمكانياتها المحدودة وصبرها وعزيمتها تمكنت من تجاوز كل التحديات وكان المواطن ركيزة قوة البحرين بولائه وصبره غير المحدود وبالتالي يستحق هذا المواطن كل الخير. رأينا منذ البداية موقف سمو رئيس الوزراء في علاقته بالمواطن وسهره ودأبه على مستقبله من خلال تواصله الدائم مع المواطنين حتى لا يكاد يمر خبر أو نبأ سواء في الصحافة أو في وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال مجلسه أو ما يتناقل على ألسنة المواطنين حتى يبادر بمتابعة الأمر وحله وهذا ما يسعد الجميع وما يؤكد بالوقت ذاته قيمة المواطن عند خليفة بن سلمان.

 تنويرة:

لا تحبس دموعك طالما أنت قوي.