زبدة القول

السعودية ومواجهة الفكر الإرهابي

| د. بثينة خليفة قاسم

الإجراءات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة أفكار جماعة الإخوان الإرهابية هي إجراءات غاية في الأهمية وتعد بدرجة كبيرة علاجا جذريا لعملية تغلغل هذه الجماعة في المجتمع السعودي، ونقصد بتلك الإجراءات التي تجري تحت إشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، تلك المتعلقة بتطهير التعليم السعودي من الفكر الإخواني الإرهابي، وهذا التطهير كما علمت يتم على مستويين، المستوى الأول منهما هو تطهير المناهج من هذا الفكر الإرهابي، لأن مناهج التعليم أساس صياغة العقول والآيديولوجيات لدى الشباب.

وفي هذا السياق صرح الأمير محمد بن سلمان بوضوح لقناة سي بي أس الأميركية هذا الشهر أن فكر هذه الجماعة الإرهابية غزا التعليم في المملكة، وكان لابد إذا أن تعاد صياغة مناهج التعليم السعودية بعد تنقيتها مما لحق بها على مدار السنين.

لا شك أن المنتمين لهذه الجماعة استغلوا مواقعهم التي تسللوا إليها بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في حشو الأفكار المتطرفة في المناهج الشرعية وغير الشرعية، أما المستوى الثاني لعملية التطهير فيقوم على التخلص من الشخصيات التي تنتمي أو تروج لفكر هذه الجماعة، وهي عملية لا تقل أهمية عن تطهير المناهج، فمجرد وجودهم في مجال التعليم، حتى إن تغيرت المناهج، هو وجود لتلك الجماعة وضمان نشر أفكارها بين الشباب.

نؤيد هذه الإجراءات السعودية الساعية لمحاصرة الإرهاب، ولكن لابد من إشارة في هذا السياق إلى أن تغلغل هذه الجماعة ليس قاصرا على السعودية الشقيقة، لكنه موجود في كل دول الخليج، لذلك لابد من الاقتداء بالتجربة السعودية في كل الدول، خصوصا أن الإرهاب اكتوى به الجميع.