سوالف

وسائل التواصل الاجتماعي... مسؤولية وطنية بالدرجة الأولى

| أسامة الماجد

وجدنا أنفسنا أمام مقاييس لا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، وانحرف البعض عن استخدام لغة الحديث العادية والتعبيرات الشائعة وأخلاق أهل البحرين، وشهدنا مع كل أسف وقائع غريبة بتدفق الإساءات وإثارة الفتن وتفريغ شحنات الأحقاد في هذه الوسائل، مما جعل المجتمع البحريني برمته وبكل طوائفه يستشعر هذا الخطر ويقف صفا واحدا ضد الكتابات والحسابات المسيئة التي لا تلتزم بأي وازع ديني وأخلاقي وأي خيط من المصداقية، وفي مجلسه العامر يوم الأحد الفائت جدد سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه (التأكيد على أهمية أن تنأى مواقع التواصل الاجتماعي بنفسها عن كل ما من شأنه أن يثير الفرقة داخل المجتمع، وأن تكون هذه المواقع مصدر خير وتقدم، وقال سموه: “على المجتمع أن يتصدى لكل من يعمل ضد إرادته، وأن يرفض كل سلوك مغاير لذلك، وأن تستخدم منصات التواصل الاجتماعي في تأكيد اللحمة الوطنية وفيما ينفع الوطن).

إن المحافظة على أمن واستقرار المجتمع ليست مهمة طرف واحد، إنما مسؤولية جماعية شاملة، بدءا من المواطن الذي يجب أن يتحلى بالوعي والمسؤولية ويسهم إيجابيا في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ويكون قدوة للآخرين ويمثل الجانب الأصيل ويبرز الصورة الناصعة للإنسان البحريني، إلى الجهات المختصة التي يجب أن تتصدى للحسابات المسيئة بكل حزم وتقطع أنفاسها سريعا وعدم تركها ترفرف بشكل غريب مريب في الفضاء المفتوح حفاظا على الوطن واللحمة الوطنية والسلام والأمن والاستقرار والترابط الوثيق بين أهل البحرين.

إن ما يكتب وينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي “تويتر، إنستغرام، فيسبوك، يوتيوب.. إلخ، من السهولة التقاطه في كل أنحاء العالم، فهي نافذة مفتوحة يفترض أن تكون منصة لطرح الحوار البناء وكل ما يفيد الناس، وليس العكس، ومنطق الحياة الإنسانية يؤكد دائما وأبدا بما لا يقبل الجدل انتصار الحق والخير على الشر، وبقاء الحقيقة وزوال الكذب والبهتان، فنحن أمام مسؤولية وطنية بالدرجة الأولى.