فجر جديد

لماذا لا نرى طلاقًا ناجحًا؟!

| إبراهيم النهام

تقود مشاهد الفجور بالخصومة لعدد من المطلقين حديثا لمقولة أحدهم: نكران العشرة بهذه الحالات كمن يضغط زرَّي «كونترول» و «دليت» على لوح الحاسوب لمسح كل المعلومات الموجودة على الصفحة، أيًّا كانت.

ويسترخص بعض المطلقين الحياة الزوجية السابقة ببساطة متناهية، متخطين اليوميات التي جمعتهم والمواقف والدموع والثقة والحب والأطفال، والذين بلوروا ثمرة كل هذه اللحظات الفريدة.

وتساعد الظروف الاقتصادية الضاغطة، وجو الاكتئاب العام، والإحباط الوظيفي، والإفلاس المبكر، والتخاذل بالتربية، وتدخلات الأقارب، وأصدقاء السوء، والزواج المبكر، لعدم استمرارية كثير من العلاقات الزوجية، والتعجيل بانهيارها.

وشجعت هذه الظروف لانكفاء كل طرف عن تحمل الآخر، وترسيخ أنانية التعامل، والجهل بالنظر للأولويات، والقصور بالتواجد مع أفراد الأسرة، وأيضا الانحدار الملحوظ، باحترام حقوق الآخر، وبغياب ثقافة الحوار، والنقاش العادل.

فأثمر ذلك كله، إلى ما نشاهده ونسمعه، من صراعات، ومناطحات شرسة بدهاليز المحاكم، ومن مشاجرات دامية بمراكز الشرطة، وأروقة النيابة، وغيرها.

ويتجه الطرف الحاضن للأطفال -أحيانا- لابتزاز شريكه السابق بأحقية الرؤية، وبتحريض الأطفال بفاتورة انتقام، الصغار أول من يدفع ضريبتها.

إشكالات كثيرة تواجهها الأسرة البحرينية اليوم، والأزواج حديثي العهد تحديدًا، إشكالات تتطلب الحلول العميقة، والحاسمة بوضع إستراتيجية حكومية جادة، ومتكاملة تكون بها وزارة العدل، والمجلس الوطني، والجهات المعنية الأخرى طرفا فاعلا بها.

إن إهمال هذه الظاهرة المفتتة للأسرة، سيقود المجتمع لنتائج كارثية، وواقعٍ مشوه، ومفكك وبجيل جديد مختلف ومعقَّد؛ لأنه نشأ على تغذية الكراهية، وبيئة انفصال الأبوين.