فجر جديد

تقريب المنافقين

| إبراهيم النهام

سألني أحدهم عن أسباب استفحال ظاهرة وصول المنافقين إلى مناصب وكراسي لا يستحقون أن يكونوا “نواطير” عليها، وكيف أن ذلك يثبط من عزيمة الكفاءات، والأوفياء، ويوجد حالة عامة من الاكتئاب بالعمل، وكراهية الوظيفة.

فعلاوة على اهتمام بعض المرؤوسين لعبارات المجاملة والمديح بكل شاردة وواردة، كـ “سم وتم” و “في الأمر” و”الأمر لك” و “ما في رأي بعد رأيك”، فهم يعتبرونها أيضا مؤشرات نجاح للموظف، وعامل تميز له، دون سواه.

وتتخطى هذه السلوكيات، كل قواعد وأسس المهنة، والتي تحدد من خلالها اللائحة الداخلية لجهة العمل، لمن الشاغر، والدرجة، والرتبة الوظيفية، وغير ذلك.

يتصرفون وكأن الوزارة والمؤسسة الحكومية ملك لهم، وليسوا مجرد موظفين بها، لهم ما لغيرهم، والعكس صحيح.

وكم تفاجأ موظفون، واحبطوا، بوصول موظف متملق، لا حول له، ولا قوة، لوظيفة، تجسد له منالا، لا يمكن أن يصل إليه، إلا بعد قرون من التدريب.

بيئة الظلم والضيم بالجهاز الحكومي، تبدأ وتنتهي بوصول اللا مستحقين، على حساب المستحقين، والذين يراوحون مكانهم فترات طويلة، وهو أمر معروف لدى الجميع.

كما أن البطء في التطوير، والنهضة بالوظيفة، يأتي لغياب متابعة مخرجات الإنتاجية للموظف، بشكل دقيق ومستمر، من رتبة رئيس قسم، فما فوق تحديدا.

وتسبب كل هذا، لتقوقع المخلصين على أنفسهم، رغما عنهم، يقابله استمرار صعود متربصي الفرص، دون النظر لحقوق غيرهم، ولا بطرف عين.

خلاصة القول، بأنه ينجح مفلسو الكفاءة، بتوظيف كل الأدوات المتاحة لخدمة مصالحهم الشخصية على ظهور من يرون الإخلاص والكفاءة، وسائل مثلى للنجاح، وهي ببعض الحالات قد تكون بخلاف ذلك.